اشترك بنشرتنا البريديّة
واحصل على كوبون خصم 10$ على أيّ منتج رقميّ ضمن مكتبتنا.
الهدف من الحملات التسويقية لأي شركة مهما كان مجالها هو كالتالي: جذب عدد كبير من العملاء إلى أعلى قمع المبيعات وتحويل أكبر قدر ممكن إلى زبائن أوفياء ودوريين. السر يكمن في الاستراتيجية المتبعة لجذب هؤلاء العملاء والوسائل الأنسب والأكثر توافقاً مع مجال عمل الشركة.
الزمن يجري ومعه تتغير الأساليب والقنوات المتبعة في التسويق، وقد يقول البعض أن التسويق الخارجي أصبح من الماضي وأن التسويق الداخلي هو المستقبل، ولكن برأيي ليس من العدل التعميم بهذا الشكل دون دراسة لوضع الشركة ومكانها في السوق، فلكل نوع من التسويق مكانه الذي تبرز فيه أهميته وفوائده.
سنتعرّف في هذا المقال على مفهوم التسويق الداخلي والتسويق الخارجي، والقنوات المستخدمة وإيجابيات وسلبيات كلٍّ منهما.
التسويق الداخلي هو استراتيجية حديثة دخلت عالم التسويق بفضل اختراع الإنترنت، ويُعرف أيضاً بالتسويق بالمحتوى، ومبدأه هو صناعة محتوى للمدونة ومنشورات للسوشال ميديا هدفها نشر المعرفة والوعي بعلامة الشركة التجارية، وجذب الاهتمام وحركة المرور إلى موقع الشركة الإلكتروني وإبهار الزوّار وإقناعهم بشراء منتج مما يقدمه متجر الشركة.
تسمى هذه الاستراتيجية بتسويق “الشد” لأنها تعتمد على شد انتباه عملاء أعلى جودة وأكثر اهتماماً بما تقدمه الشركة ومجال خدماتها، بدلاً من نشر رسالة الشركة على أوسع نطاق لعدد كبير من الجماهير على أمل أن تصل هذه الرسالة إلى شريحة معتبرة من العملاء وتثير اهتمامهم.
التسويق الداخلي يعتمد مبدأ فهم مشاكل المستهلك وتقديم الحلول له بدلاً من تقديم المنتج، أي إقناعه بحاجته لهذا المنتج وإثارة فضوله واهتمامه بالمزايا التي سيكسبها من شرائه.
التسويق الداخلي يهدف إلى التصميم المتقن للموقع الإلكتروني وجذب المستخدمين لزيارته بشكل طبيعي، ولفهم أوضح لطريقة القيام بذلك يمكن تقسيم هذه العملية إلى ثلاث مراحل أساسية:
في هذه المرحلة يتم جذب النوع المستهدف من الجمهور بتقديم محتوى معرفي يبني ثقتهم بخبرة الشركة في المجال ويجعل منها مرجعاً موثوقاً للحصول على المعلومات.
من أشكال المحتوى في هذه المرحلة والقنوات المناسبة:
الأمر اللافت هنا أن الشركة لا تفرض منتجاتها وعلامتها التجارية بشكل مزعج على المستهلكين، هي فقط تقدم لهم القيمة والفائدة، مما يساعد على جذبهم ليأتوا بشكل طوعي.
بعد الحصول على اهتمام النوعية المطلوبة من الجمهور يأتي دور التفاعل معهم، في هذه المرحلة يتم تزويد المستهلك بالموارد اللازمة ليتشكل عنده الفهم والثقة بأن المنتج الذي تقدمه الشركة هو ما يبحث عنه، المفتاح في هذه المرحلة هو التواصل الفعّال الذي يبني علاقة طويلة الأمد مع المستهلك ويمنحه أفضل تجربة مستخدم يمكن الحصول عليها.
التسويق في هذه المرحلة يرتكز بشكل كبير على البريد الإلكتروني، فبعد زيارة المستهلك للموقع الإلكتروني والحصول على اهتمامه يمكن طلب بياناته الشخصية وضمّه في قائمة بريدية مليئة بالعملاء المحتملين.
الهدف من هذه القائمة هو إدخال العملاء في حملة تسويق مؤتمتة بالبريد الإلكتروني، من أشكال الرسائل في هذه الحملة:
مضمون هذه المرحلة باختصار هو تقديم المعلومات عن القيمة التي تقدمها الشركة للعملاء، والتركيز على الطريقة التي يتعامل فيها فريق التسويق في الشركة مع اتصالات ورسائل العملاء لتقديم أفضل خدمة زبائن ممكنة وبناء الثقة والمصداقية.
في هذه المرحلة تضمن الشركة سعادة ورضا المستهلك عن الخدمة، وتقدم له الدعم التقني في مرحلة ما بعد الشراء، هنا يجب تسهيل التواصل بينه وبين فريق خدمة العملاء لحل أي مشكلة يمكن أن تواجهه، فشراء الزبون من الشركة هو بداية العلاقة بينهما، هذه الخطوة مهمة لأن ضمان رضا الزبون يمكن أن يحوله إلى مروّج لها، ويدفعه إلى مشاركة تجربته مع معارفه وترك التقييمات الإيجابية عن الشركة.
أشكال التسويق في هذه المرحلة تتضمن:
ملخص الحديث عن هذه المرحلة: تشير الكثير من الإحصاءات أن معظم المستهلكين يتأثرون بالتقييمات والمراجعات ونصائح المعارف عند شرائهم لأي منتج. بالتركيز على ضمان رضا المستهلكين تحقق الشركة سمعة طيبة لعلامتها التجارية وانتشاراً قوياً بشكل طبيعي، إضافة إلى أن الزبون الراضي أكثر احتمالية لتكرار مرات الشراء.
لنفرض أن هناك عيادة أطباء تريد تطبيقاً لإدارة مواعيد المرضى سهل الاستخدام. قام الموظف المسؤول بالبحث على محرك غوغل بكتابة “نظام إدارة مواعيد” فوجد مقال عن فوائد تطبيقات الحجوزات لرجال الأعمال، وأفضل عشر أدوات بشكل محايد تماماً. في نهاية المقال تمت دعوة المستخدم لتقديم بياناته وبريده الإلكتروني مقابل فترة تجريبية لمدة شهر لأحد التطبيقات.
خلال هذا الشهر استقبل الموظف بعض رسائل البريد الإلكتروني التي تشرح له بشكل مختصر عن بعض مزايا هذا التطبيق. كما قامت العيادة بتجربة التطبيق لمدة شهر دون دفع أي مقابل.
في نهاية الشهر يتم التواصل بين الموظف وفريق مبيعات تطبيق إدارة المواعيد، وهنا يكون الموظف أكثر اهتماماً ومعرفة بالتطبيق، وبالتالي تكون عملية البيع سهلة وسلسة.
التسويق الخارجي هو ما يعتبره الكثيرون “التسويق التقليدي” وهو ما يتبادر إلى أذهان الناس عندما يسمعون بكلمة التسويق، أي الإعلانات ودعايات التلفاز التي تصادف الأشخاص أينما ذهبوا، وهو يعتمد مبدأ أن نشر الرسالة إلى أكبر جمهور ممكن يعني الحصول على أكبر عائد.
يسمى التسويق الخارجي أيضاً بتسويق “الدفع” لأنه يعتمد على دفع رسالة الشركة إلى الجماهير أملاً بوصول الرسالة إلى الجمهور المستهدف بدلاً من انتظار إيجاد المستخدمين للشركة بشكل عضوي.
بشكل عام في حالة التسويق الخارجي، المستهلك لم يكن على علم بالمنتج الذي يتم تسويقه ولم تكن لديه الحاجة للشراء، في هذه الحالة الجوهر يكمن في طريقة العرض التي تُبهر المشاهد وتشكل لديه الرغبة في اقتناء هذا المنتج.
هناك العديد من القنوات التقليدية التي كانت الأساس قبل انتشار الإنترنت مثل:
ومع اختراع الإنترنت ظهرت أشكال أخرى من التسويق الخارجي، منها:
صادف أحد المستهلكين أثناء سيره لافتة إعلانية في الشارع لمتجر ملابس افتُتح حديثاً في المدينة لكنه لم يعر الموضوع أي اهتمام. بعدها بفترة شاهد إعلاناً على قناة أخبار محلية لنفس المتجر، وشاهد أيضاً إعلاناً له في أحد المجلات. هذه المشاهدات العديدة رسخت اسم هذا المتجر في ذهنه.
بعد مضي عدة شهور احتاج هذا المستهلك لحذاء جديد، فخطر في باله المتجر الذي شاهد الكثير من الإعلانات عنه، وأصبح لديه الفضول لتفقّد التشكيلة التي يقدمها من الأحذية، فبحث عن موقعه في المدينة وذهب إليه لشراء حذاء جديد.
جوهر الاختلاف بين التسويق الداخلي والخارجي هو الطريقة التي يتم التواصل فيها مع الجمهور، فالداخلي يعتمد على إيجاد المستخدم للشركة من خلال البحث في اهتماماته أو نقاط حاجته، بينما الخارجي يضع العلامة التجارية أمام أعين الجمهور، فالأول محوره التثقيف ونشر المعرفة أما الأخير فمحوره هو المنتج نفسه ونشر الوعي بعلامة الشركة التجارية.
فعالية كل من التسويق الداخلي والخارجي تعتمد على الأهداف التي ترغب الشركة بتحقيقها وطبيعة الجمهور الذي تريد جذبه والمنتج الذي تسوقه.
للشركات التي تقدم منتجاتها للمستهلك (Business To Consumer) من المفيد الاستثمار في حملة تسويق داخلي ببناء محتوى يثقف المستهلكين بالمزايا التي يمكن أن يكسبوها بشرائهم لمنتجات الشركة، والإجابة على استفساراتهم وتلبية حاجاتهم.
لكن أيضاً يمكن توظيف استراتيجيات تسويق خارجي لهذا النوع من الشركات وخاصة الكبيرة منها، أبسط مثال هو شركات مثل بيبسي أو كوكا كولا التي لا تتوقف عن صنع الدعايات التلفزيونية، وشركة المفروشات الشهيرة (IKEA) التي تنشر الكتالوجات بشكل مستمر.
النقطة التي يتميّز بها التسويق الخارجي هو أنه خلافاً للداخلي الذي يقتصر على شبكة الإنترنت، هو يفتح الباب أمام القنوات الأخرى (Offline) ليجذب اهتمام المستهلكين عندما لا يكونون على شاشات هواتفهم. من ناحية أخرى هو أكثر جذباً للمستهلكين الأكبر سناً الذين لم يكن لشبكة الإنترنت وجود في جزء كبير من حياتهم، على عكس الجيل الجديد الذي نشأ واعتاد وجود الإنترنت في حياته.
للشركات التي تقدم خدماتها لشركات أخرى (Business To Business) يصبح الجمهور المستهدف أكثر تحديداً ويجب وضع خطة تسويق داخلي متكاملة لجذب هذا النوع من الجمهور، لكن في ذات الوقت يمكن استخدام وسائل تسويق خارجي، مثلاً: لو قامت شركة بتطوير تطبيق جديد يمكن أن يفيد الشركات الأخرى، لكن رجال الأعمال ما زالوا لا يعلمون بحاجتهم لمثل هذا التطبيق، هنا قد تكون خبرة مندوب مبيعات ماهر بالتواصل مع شركات معينة مطابقة لنموذج العميل المثالي وإقناعهم بهذا التطبيق هي الخيار الأفضل.
خلاصة الحديث: لا يمكن الجزم بأفضلية أحدهما على الآخر، الأمر يعتمد كلياً على نوع الشركة. لكل من شكلي التسويق نقاط قوة وضعف، والشركات الناجحة هي التي تضع خطة عمل مشترك وتوظف كلّاً من التسويق الداخلي والخارجي في مختلف القنوات للحصول على أفضل النتائج.