مع التطور الكبير الذي حققته الهواتف الذكية في العقد المنصرم، أصبح تصفّح معظم المستخدمين لشبكة الإنترنت مقتصراً على هذه الهواتف، وبوجود ملايين التطبيقات على كل من متجري غوغل وأبل، والعدد الهائل من التطبيقات التي تُضاف كل يوم أصبحت المنافسة أشرس من أي وقت مضى.
تصميم وبرمجة تطبيق جيد يجذب المستخدمين ويقضي حاجاتهم أمر جوهري، لكن في سيل التطبيقات التي تُصنع كل يوم ذلك غير كافٍ إذا لم يكن لهذا التطبيق ظهور ملحوظ في مقدمة نتائج البحث.
سنتحدّث في هذا المقال عن أهمية إعداد تطبيقات الهاتف الذكي لمحركات البحث، والممارسات الضرورية لزيادة ظهورها للمستخدمين.
المحتويات
الإعداد لمحركات البحث (SEO) والإعداد لمتجر التطبيقات (ASO)
مفهوم الإعداد لمحركات البحث (Search Engine Optimization) يعني إعداد التطبيق وتهيئته ليظهر في مقدمة نتائج البحث على محرك غوغل وغيره.
أما الإعداد لمتجر التطبيقات (App Store Optimization) فيعني تحسين تقييم التطبيق ليظهر في أوائل نتائج البحث على كل من متجري (Google Play) و (Apple Store).
هذان المفهومان متلازمان ومترابطان، والتفريط في أي منهما سيقلل من ظهور التطبيق للمستخدمين ويسبب ضياع الكثير من فرص جذب عملاء محتملين.
أهمية الإعداد لمحركات البحث ومتاجر التطبيقات
منذ عدة سنوات قامت شركة غوغل بتعديل على خوارزمية محرك البحث خاصتها، بحيث أصبح يرجّح المواقع الإلكترونية والتطبيقات المتوافقة مع الهواتف الذكية على غيرها، ليصبح تقييمها أعلى وظهورها أكبر في مقدمة صفحة نتائج البحث، وبالتالي فإن إعداد التطبيقات والمواقع لتتوافق مع الهواتف الذكية لم يعد رفاهية بل أصبح حاجة أساسية.
أيضاً فإن محركات البحث تقوم بترجيح تطبيقات متعلقة بما يبحث عنه الأشخاص، وتضعها في أعلى صفحة النتائج مع قابلية تحميلها مباشرة، فهناك عدد كبير من المستخدمين يجدون التطبيقات ويحمّلونها عن طريق بحث على أحد المحركات.
من فوائد هذا الإعداد أيضاً:
- تألق التطبيق في المتجر من بين المنافسين وظهوره للجمهور المطلوب من خلال ربط المتجر للتطبيق مع كلمات مفتاحية ذات صلة يستخدمها هذا الجمهور عادة.
- زيادة عدد مرات التحميل العضوية غير المدفوعة بشكل مستدام وبكلفة منخفضة.
- توفير المال الذي يُنفق على الإعلانات الممولة.
- الحصول على تواجد وجمهور عالمي: وذلك بجعل التطبيق متوفراً بعدة لغات من خلال إجراء على متجر التطبيقات يدعى “تخصيص بيانات التطبيق”، أي أنه يصبح موجوداً بعدة بلدان وبلغة كل منها.
إن ممارسات الإعداد لكل من محركات البحث ومتاجر التطبيقات مترابطة ويصعب تمييز أين تصب كل منها بدقة، لكن سنذكرها كلّاً على حدى للتوضيح.
استراتيجيات إعداد تطبيقات الهاتف لمحركات البحث
تفيد هذه الاستراتيجيات في الإعداد للمتجر أيضاً، نذكر منها:
أولاً: البحث عن كلمات مفتاحية وتوظيفها
حجر الأساس لإعداد أي شيء لمحركات البحث أو المتاجر هو إيجاد كلمات مفتاحية شعبيّة وذات صلة بما يتم تقديمه، توظيف هذه الكلمات في التطبيق والبحث المستمر عن الكلمات المفتاحية الرائجة بشكل دوري والتعديل المستمر للبقاء في مقدمة النتائج التي تقدمها خوارزميات البحث.
لإيجاد هذه الكلمات المفتاحية نبدأ بالبحث في المصطلحات التي تعبر عن التطبيق وتتعلق بما يقدمه وبالجمهور المستهدف، وبعدها نبحث في سوق المنافسة والتطبيقات المنافسة، أي التطبيقات ذات التقييم العالي في نفس الفئة وإيجاد الكلمات المفتاحية التي يتم استخدامها.
بعد جمع عدد كبير من الكلمات المفتاحية يجب اختيار المناسب منها، يوجد أدوات تساعد في ذلك، حيث تزوّدنا هذه الأدوات بمعلومات عن أقوى المنافسين وعددهم وكلمات مفتاحية مشابهة لما نبحث عنه، وأهم مؤشرين يمكن الحصول عليهما هما حجم الكلمة المفتاحية (Volume) وصعوبتها (Difficulty).
حجم الكلمة يعني مدى شعبيتها وعدد مرات البحث عنها من قبل المستخدمين، أما الصعوبة فيعني مدى صعوبة المنافسة للحصول على تقييم عالٍ على هذه الكلمة من بين المنافسين على المراكز العشر الأولى، والسر يكمن في التوازن بين هذين المؤشرين.
فمثلاً: لو اخترنا كلمات مفتاحية بحجم قليل وصعوبة منخفضة، فمن السهل الحصول على تقييم عالٍ على هذه الكلمة، لكن لن نحصل على عدد مرات تحميل كبير منها، وبالمقابل فاختيار كلمات ذات شعبية كبيرة عادة ما يترافق بمنافسين لهم تواجد قديم وسيطرة كبيرة على المراكز الأولى بالتقييم على هذه الكلمات ويصعب التغلب عليهم، لذلك يجب التوازن والاعتدال بين هذين المعيارين للحصول على أفضل النتائج.
بعد اختيار الكلمات المفتاحية المناسبة، يتم توظيفها في عنوان التطبيق ووصفه، وسنتحدث عن هذه العناصر بتفصيل أكبر فيما بعد.
ثانياً: إعداد محتوى عالِ الجودة للتطبيق وتوظيف فهرسة التطبيق – App Indexing
يستطيع محرك البحث مسح محتويات التطبيق مثلما يفعل في المواقع الإلكترونية وصفحات الويب، وإظهار التطبيقات التي تقدم خدمات متعلقة بما يتم البحث عنه في النتائج، ووضع زر تحميل مرافق للنتيجة بحيث يأخذ المستخدم مباشرة إلى متجر التطبيقات الذي يستعمله.
الفائدة من ذلك هو إيجاد المستخدمين للتطبيق الخاص بالشركة من خلال البحث عن محتوى معرفي، وبالتالي الحصول على جمهور أوسع من الاقتصار على متجر التطبيقات، وتوليد حركة مرور أعلى وعدد مرات تحميل أكثر للتطبيق، لذلك يجب الاعتناء وإعداد محتوى عال الجودة للحفاظ على تقييم عالٍ في محركات البحث.
لتحقيق ذلك من المهم أيضاً استخدام نفس عنوان (URL) للتطبيق والعنوان الموجود في الموقع الإلكتروني، وتوثيق أن كل من التطبيق والموقع مملوكان لنفس الشركة، بذلك يتمكن محرك البحث من مسح العناوين في الموقع الإلكتروني وإظهارها في نتائج البحث.
تدعى هذه العناوين بالروابط العميقة (Deep Links) بحيث إذا ضغط المستخدم على الرابط وكان التطبيق موجود لديه مسبقاً فسيفتح التطبيق، أما إذا لم يكن منصّباً على هاتفه فسيأخذه ذلك إلى المتجر ليقوم بتحميله.
ثالثاً: إنشاء صفحة هبوط خاصة بالتطبيق
تصميم التطبيق الجيد هو خطوة أساسية وجوهرية، لكن لزيادة حركة المرور ومرات التحميل لا بد من إنشاء صفحة هبوط خاصة بالتطبيق تربط المستخدمين بمتاجر التطبيقات ليتمكنوا من تحميله مباشرة، تحمل هذه الصفحة معلومات تعريفية عن التطبيق ويُستخدم فيها كلمات مفتاحية في العنوان الرئيسي والعناوين الفرعية والتوصيف (Meta Description) وصور توضيحية وغيرها.
لزيادة فعالية هذه الصفحة يمكن أيضاً توظيف كلمات مفتاحية ذات معنى كامن مشابه (Latent Semantic Indexing Keywords) بحيث تساعد محركات البحث على فهم ما تقدمه الصفحة تماماً.
للحصول على هذا النوع من الكلمات يوجد عدة طرق، نعدد منها باختصار:
- بالبحث عن كلمة مفتاحية أساسية، يقوم غوغل بتقديم اقتراحات منسدلة من إطار الكتابة، هذه الاقتراحات تعد كلمات (LSI).
- في آخر كل صفحة بحث يوجد عدد من الكلمات المفتاحية الإضافية المقترحة، يمكن الاختيار منها.
- يوجد أدوات تساعد في تحديد كلمات (LSI) ذات صلة، مثل: أداة (Adwords) وأداة (LSI Keyword Generator).
رابعاً: بناء روابط خلفية عالية الجودة – Backlinks
مفهوم الروابط الخلفية يعني الروابط الموجودة في مواقع إلكترونية أخرى والتي توصل المستخدم إلى موقع الشركة، تساعد هذه الروابط محرك البحث على تحديد مدى مصداقية وموثوقية موقع الشركة، فعندما يقوم أشخاص آخرون بالتوصية بهذا التطبيق يدل ذلك محرك البحث أن هذا التطبيق موثوق.
القيام بذلك يبدأ بوضع روابط للتطبيق في موقع الشركة وبعدها التواصل مع مواقع أخرى ذات جودة وموثوقية عالية للتحدث عن هذا التطبيق ودعمه بروابط خلفية، والاستفادة من كل الفرص المتاحة مثل: مواقع التواصل الاجتماعي ومدونات الضيوف والأحداث الترويجية وغيرها.
بناء الروابط الخلفية الجيدة عملية تتطلب الوقت والجهد، ولا تحدث بين ليلة وضحاها، لذلك يجب التركيز أولاً على صقل العناصر الداخلية للتطبيق وإعدادها بإحكام لمحركات البحث قبل الالتفات إلى وضع استراتيجية لجمع روابط خلفية.
خامساً: ترويج المشاركة على السوشال ميديا
مشاركة المستخدمين للتطبيق على منصات السوشال ميديا يساعد على تقوية التواجد الرقمي للتطبيق على شبكة الإنترنت وبذلك يحسن في إعداده لمحركات البحث.
من الأساليب المتبعة في ذلك:
- وضع أزرار مشاركة في التطبيق بحيث تسهل على المستخدم مشاركة محتويات التطبيق والإنجازات على السوشال ميديا.
- تقديم المحفزات والهدايا للأشخاص الذين يشاركون التطبيق مع أصدقائهم، مثل الهدايا والتخفيضات والمزايا.
- الاستفادة من المحتوى الذي يصنعه المستخدمون، مثلاً: لو كان التطبيق يُستخدم للتعديل على الفيديوهات والصور يمكن تشجيع المستخدم على مشاركة أعماله على السوشال ميديا وإعادة نشر المميز من هذه الأعمال على حسابات الشركة.
- التفاعل مع المستخدمين والإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم وحل مشاكلهم، بذلك يزيد ولائهم ومشاركتهم للتطبيق.
- استخدام هاشتاغ (Hashtag): وذلك بإيجاد أفضلها وأكثرها رواجاً عند نشر محتوى عن التطبيق على السوشال ميديا، لتسهيل إيجاده من قبل المستخدمين وتفاعلهم معه.
استراتيجيات إعداد تطبيقات الهاتف لمتاجر التطبيقات
كل ما ذكرناه سابقاً يفيد في الإعداد لمتجر التطبيقات، نضيف إلى ذلك:
أولاً: عنوان التطبيق وتوصيفه
بعدما أجرينا البحث الموسع عن الكلمات المفتاحية الشائعة يأتي الآن دور توظيفها، بداية باسم التطبيق وهو أهم عنصر، يجب أن يحتوي الاسم على الكلمة المفتاحية الجوهرية، وأن يكون قصيراً وسهل على المستخدمين إيجاده عند البحث عن علامة الشركة التجارية من بين نتائج البحث والاقتراحات.
من التوصيات أيضاً أن الاسم يجب أن لا يتجاوز 30 حرفاً، ولا يحوي أي معلومات عن السعر أو أسماء تطبيقات مشهورة أو أي عبارات لا تحمل قيمة ذات أهمية.
أما باقي العناصر فتختلف بعض الشيء بين متجري غوغل وأبل، فمثلاً: في متجر غوغل لدينا توصيف قصير لا يتجاوز 80 حرفاً يعطي شرحاً مختصراً جداً عن ما يقدمه التطبيق، وتوصيف طويل لا يتجاوز 4000 حرف للاستزادة في الشرح.
في متجر أبل لدينا عنوان فرعي (Subtitle) لا يتجاوز 30 حرفاً، يمكن أن نضمّن فيه كلمات مفتاحية أساسية لم يكن لها متسع في اسم التطبيق، إضافة إلى توصيف أطول لشرح مزايا التطبيق.
توضّع الكلمات المفتاحية في مختلف العناصر يجب أن يكون معقولاً وطبيعياً دون مبالغة، ويجب إعداد توصيف التطبيق بعناية، فالتوصيف الجيد يمكن أن يقنع المستخدم بتحميل التطبيق، ومن التوصيات التي يجب اتباعها عند وضعه استخدام لغة بسيطة وجمل قصيرة مفهومة على شكل تعداد نقطي تشرح للقارئ ما يتم تقديمه وقدرة التطبيق على حل مشكلته، إضافة إلى وضوح المعلومات حول أسعار وشرائح الاشتراك بالخدمة.
ثانياً: الاهتمام بالعناصر المرئية في صفحة المتجر
مثلما أن العناصر الكتابية مهمة لتوظيف الكلمات المفتاحية وتقديم محتوى تعريفي، كذلك العناصر المرئية مهمة لتجربة المستخدم وإعطاء انطباع أولي جيد ورفع معدل التحويل، تتمثل هذه العناصر بأيقونة التطبيق (Icon) ولقطات الشاشة (Screenshots) والفيديو التعريفي (Preview).
بداية لدينا أيقونة التطبيق وهي من أهم العناصر، فهي حاضرة طوال تجربة المستخدم ابتداءً بصفحات المتجر ونتائج البحث والقوائم العليا واقتراحات التطبيقات وصولاً إلى هاتف المستخدم بعد تحميله للتطبيق، لذلك يجب الاعتناء بتصميم هذه الأيقونة فهي تمثّل العلامة التجارية ويجب أن تكون جذابة وملفتة للنظر، وهي أيضاً تمثل الشركة على مختلف قنوات السوشال ميديا ومحركات البحث وغيرها.
بعدها لدينا لقطات الشاشة وهي أيضاً مهمة، فهي تصور للمستخدم قصة مرئية عن التطبيق واستخداماته، ويجب الاهتمام والتركيز على الصور الأولى بشدة لأنها أول ما يشاهده المستخدم، هذه الصور توصل للمشاهد رسالة بسيطة ومفهومة عن التطبيق وموافقة لطريقة استعماله من قبل المستخدمين، يمكن تجربة عدة نماذج وأشكال لإيجاد أفضل الصور جذباً للمستخدم ورفعاً لمعدل التحويل.
أخيراً لدينا الفيديو التعريفي وهو عنصر اختياري وليس إلزامياً مثل الأيقونة والصور من قبل متاجر التطبيقات، يستخدم الفيديو لتقديم مقتطف للمستخدم عن أهم وأفضل المزايا والاستخدامات للتطبيق، ويجب التركيز على الثواني الأولى لأن الاحتمال الأكبر أن المستخدم لن يشاهد الفيديو كاملاً قبل اتخاذ قراره، والاهتمام بالجانب البصري أكثر من المؤثرات الصوتية، إجمالاً يُفضل أن لا يتجاوز الفيديو 30 ثانية.
ثالثاً: تخصيص البيانات الوصفية – Localized Metadata
ذلك يعني تخصيص بيانات التطبيق مثل: الاسم والوصف والكلمات المفتاحية بما يتناسب مع لغات السكان في مناطق مختلفة، وهذا يتطلب فهماً لهذه المناطق والكلمات الشائعة فيها.
التخصيص بهذا الشكل يساعد على اكتشاف التطبيق من قبل السكان في دول متنوعة من العالم، كما أنه يزيد من رضا المستخدمين لأنه يظهر مدى اهتمام الشركة بجمهورها وتفانيها في تحسين تجربة المستخدم.
رابعاً: التقييمات والمراجعات – Ratings & Reviews
تعد التقييمات والمراجعات من أهم العوامل في الإعداد لكل من محركات البحث والمتاجر، حيث أن التقييمات تدل على مدى نجاح التطبيق إجمالاً، بينما المراجعات هي وسيلة للحصول على تعليقات وانطباعات من المستخدمين عن التطبيق.
يلعب كِلا هذين العاملين دوراً في التأثير على خوارزمية متاجر التطبيقات، لكن الدور الأكبر هو للتقييمات، حيث يوصي المسوّقون بضرورة أن يصل التقييم إلى أكثر من 4.4 نجوم، فهو ظاهر للمستخدم طوال رحلته في المتجر من نتائج البحث والقوائم والترجيحات، بعض المستخدمين لا يفكر حتى بتحميل أي تطبيق يقل تقييمه عن أربع نجوم، والمتاجر دائماً ترجح التطبيقات عالية الجودة في نتائج البحث والاقتراحات.
المراجعات أيضاً مهمة، فمراقبة الشركة لهذه المراجعات والرد عليها يدل على مدى اهتمام الشركة بعملائها وسرعتها في حل مشاكلهم، أما للعملاء المحتملين والجدد فهذه المراجعات هي دليل اجتماعي عن جودة التطبيق ورضا المستخدمين عنه.
يجب دائماً تشجيع المستخدمين على ترك تقييماتهم و مراجعاتهم، ومعالجة السيء منها بأقصى سرعة خصوصاً بعد كل تحديث للتطبيق، حيث يمكن أن ترافق هذه التحديثات مشاكل تقنية لها أثر على رضا المستخدمين.
خامساً: التحديث المستمر للتطبيق والبيانات الوصفية
التحديث المستمر للمحتوى ضروري، فهو يحسن من تجربة المستخدم ويشير لمتجر التطبيقات بأن هذا التطبيق نشط ويتم صيانته وتحديثه دورياً، تفيد هذه التحديثات بتقديم مزايا وتحسينات للمستخدمين وإصلاح للمشاكل البرمجية (Bugs) وتلبية لاحتياجات العملاء مما يزيد من ولائهم وثقتهم بالتطبيق.
البيانات الوصفية أيضاً يجب تعديلها باستمرار، بحيث تعطي صورة دقيقة عن التطبيق في وضعه الحالي، فأي معلومات أو لقطات شاشة منتهية الصلاحية يجب إزالتها واستبدالها بنسخ أحدث وأدق، أما الكلمات المفتاحية في هذه البيانات فيجب مراقبتها باستمرار ومدى فعاليتها ونجاح التطبيق في الحصول على تقييم عال عليها، وإضافة كلمات مفتاحية شائعة بشكل مستمر وإزالة الكلمات غير المجدية.
وتيرة التحديث يجب أن تكون مناسبة بحسب المتجر بما يتلاءم مع خوارزميته والمدة التي يحتاجها لتحديد تقييم التطبيق بعد كل تحديث، بمعدل وسطي يمكن القول إن أفضل وتيرة تحديث لتطبيق على متجر غوغل هي من ست إلى ثمان أسابيع، ولمتجر أبل هي أربع أسابيع.
سادساً: اختبارات A/B لتحسين معدل التحويل
اختبارات A/B هي من المهارات الضرورية التي يجب أن تكون لدى المسوّق الرقمي لتحسين معدل التحويل وزيادة مرات التحميل وذلك بالاعتماد على بيانات مبنية على نمط تصرف المستخدمين.
مفهوم هذه الاختبارات باختصار هو مقارنة بين صفحة التطبيق في المتجر بشكلها الحالي (A) مع نسخة بشكل آخر (B) وذلك بإجراء تعديل على شيء من العناصر كأيقونة التطبيق أو لقطات الشاشة أو الفيديو أو أي عنصر آخر له تأثير مهم، بحيث يتم عرض كل نسخة على جزء محدد من الجمهور ومراقبة مؤشرات أداء كل منها لتحديد أي نسخة أفضل واعتمادها في المستقبل.
أفضل مدة لهذه الاختبار هي 14 يوماً وذلك للحصول على قدر كافٍ من البيانات، وأن يتم عرض كل نموذج على شريحة معتبرة وعدد مناسب من المستخدمين، كل ذلك للحصول على نتائج دقيقة إحصائياً.
يوفّر كل من متجري غوغل وأبل أدوات للقيام بهذه الاختبارات، هذه الأدوات بسيطة ووافية للقيام بالمهمة، كما يتوفر عدد من الأدوات الأخرى المدفوعة والتي تعطي المزيد من مؤشرات الأداء.
من الجدير بالذكر أن هذه الاختبارات يجب أن تكون جزءاً دائماً من نشاطات التسويق وليس لمرة واحدة فقط، وذلك من أجل التحسين المستمر ومواكبة كل ما هو رائج وفعّال.