التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي

من أساسيات التسويق في القرن الواحد والعشرين لأي شركة تعمل في أي مجال كان هو بناء تواجد رقمي قوي على شبكة الإنترنت، يجذب العملاء إليها ويعطيها الفرصة لتعرّف عن نفسها وعن كل ما يمكنها تقديمه لهؤلاء العملاء الذين يقضون جزءاً كبيراً من وقتهم بتصفّح كل ما هو جديد على الإنترنت ودراسة خياراتهم قبل أي عملية شراء.

لبناء تواجد رقمي كهذا يوجد الكثير من القنوات التي يمكن استغلالها، لكن لعل أهمها وأقواها تأثيراً هي منصات التواصل الاجتماعي.

من القواعد الأساسية والعبارات الشائعة حول التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي عبارة “النشر هو ليس تسويقاً” أي أن النشر العشوائي لمنشورات على حسابات الشركة على هذه المواقع هو ليس الطريقة الأفضل للتسويق على هذه المنصات.

لذلك سنتعرّف في هذا المقال على مفهوم التسويق على منصات التواصل الاجتماعي وفوائده والطريقة الصحيحة لاحترافه خطوة بخطوة.

جدول المحتويات

التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي – Social Media Marketing

هو أحد أشكال التسويق الرقمي، والذي يعتمد على إعداد ونشر محتوى على منصات السوشال ميديا بهدف التسويق لمنتجات وخدمات الشركة ونشر علامتها التجارية وبناء مجتمع مع جمهورها المستهدف وزيادة المبيعات ودفع حركة المرور نحو موقعها الإلكتروني.

مواقع التواصل الاجتماعي هي أفضل قناة للتواصل مع الجمهور والتفاعل معه، ونظراً لإحصاءات تفيد بأن نسبة كبيرة من المستهلكين صرّحوا بأن للسوشال ميديا تأثير كبير على قراراتهم الشرائية، فلا يجب على أي شركة أن تفوت فرصة بناء تواجد رقمي لها على هذه المنصات واكتساب وصول إلى هذه الشريحة الضخمة من المستهلكين.

فوائد التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي

كل ما ذكرناه هو مجرد غيض من فيض، فالتسويق على مواقع التواصل الاجتماعي له الكثير من الإيجابيات، نذكر منها:

أولاً: زيادة الوعي بالعلامة التجارية

بالنظر للعدد الهائل من المستخدمين النشطين يومياً، بناء التواجد على منصات السوشال ميديا يضع العلامة التجارية للشركة أمام أعين ملايين الأشخاص ويجعلهم على علم بوجودها وأكثر إقبالاً على التعامل معها.

وإضافة إلى النشر العضوي على حسابات الشركة الرسمية، يمكن الاستفادة أيضاً من الإعلانات المدفوعة للوصول إلى عدد أكبر من مجرد المستخدمين الذين يتابعون حسابات الشركة.

ثانياً: جذب عملاء جدد وزيادة المبيعات

بنشر المحتوى المتقن على المنصة المناسبة يمكن جذب الفئة المستهدفة من العملاء والتي تكون أكثر توافقاً مع مجال عمل الشركة واهتماماً بمنتجاتها وخدماتها، وسهولة زيادة المبيعات لهؤلاء العملاء الذين يتابعون حسابات الشركة الرسمية ويهتمون بما تنشره وتقدّمه.

كما يمكن الاستفادة من هذه المنصات بتحقيق مبيعات مباشرة، باستخدام وسائل مثل متجر فيسبوك أو إنستاغرام يمكن للمتابع القيام بحجز موعد أو الضغط على المنتجات في منشورات الشركة ومعرفة معلومات عن هذه المنتجات وأسعارها وتقديم طلب شراء من المنصة مباشرة.

ثالثاً: الجدوى الاقتصادية

التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي هو أحد أكثر أشكال التسويق جدوى اقتصادية، فالنشر العضوي على حسابات الشركة لا يكلف سوى الوقت والجهد، وحتى إذا أرادت الشركة نشر إعلانات مدفوعة أو الاستعانة بأدوات تساعدها في أهدافها التسويقية، فالتكاليف المترتبة على ذلك معقولة وتحقق عائداً كبيراً على الاستثمار.

رابعاً: بناء العلاقات مع الزبائن وتقديم الدعم لهم

بالتفاعل مع المتابعين على منصات السوشال ميديا يمكن بناء علاقات طويلة الأمد معهم، وذلك بالتفاعل معهم على المنشورات ومشاركة محتواهم على حسابات الشركة الرسمية، واستبيانهم حول منتجات الشركة وأخذ تقييماتهم ووجهات نظرهم حول ما يمكن تحسينه تعبيراً عن اهتمام الشركة بآرائهم.

الكثير من المستخدمين يلجؤون للسوشال ميديا لطرح الأسئلة والحصول على الدعم التقني، سواء كان ذلك بالتعليق على منشورات الشركة أو مراسلتها مباشرة، وهذه فرصة لتقديم دعم سريع ومباشر للزبائن، مما يحسّن من تجربة المستخدم مع الشركة.

خامساً: دفع حركة المرور إلى الموقع الإلكتروني

وذلك بتضمين روابط توصل المستخدم إلى الموقع الإلكتروني في توصيف حساب الشركة والمنشورات والإعلانات المدفوعة التي تنشرها؛ لزيادة عدد زوّار الموقع الإلكتروني ورفع معدل التحويل، إضافة إلى أن المؤشرات الاجتماعية (Social Signals) مثل: الإعجابات والمشاركات وغيرها تساعد إلى حد ما في إعداد الموقع لمحركات البحث (SEO).

سادساً: إعطاء هوية بصرية للشركة

باعتماد لون موحد ونبرة محددة في الخطاب على مختلف المنصات، يصبح لدى المستخدمين هوية وصورة عن الشركة في مخيلتهم، بحيث تكون مألوفة لهم ومربوطة بمشاعر الثقة لديهم.

سابعاً: زيادة الموثوقية

وذلك بنشر المحتوى المعرفي والثقافي، تفسح هذه المنصات للشركة أن تعرض خبراتها وتصبح قائداً فكرياً في المجال.

مقارنة بين منصات التواصل الاجتماعي

أصبح هناك الكثير من المنصات للتواصل الاجتماعي، لكل منها شعبية لدى جمهور وفئة عمرية محددة، ومحتوى شائع عليها، وبالتالي استخدام تسويقي أكثر فعالية بحسب مجال عمل الشركة.

سنوضّح بعض المصطلحات التي أصبحت شائعة في هذا العصر عند الحديث عن مستخدمي هذه المنصات والتي سنستخدمها في المقارنة بينها:

  • الجيل (Gen Z): وهم الأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1996 و 2010.
  • الألفيّون (Millennials): وهم الأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1980 و 1995.
  • الجيل (Gen X): وهم الأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1965 و 1979.
  • القدماء (Baby Boomers): وهم الأشخاص الذين ولدوا قبل عام 1965.

وبحسب مجال عمل الشركات لدينا شركات تقدم خدماتها للمستهلكين (B2C)، وشركات تقدم خدماتها لشركات أخرى (B2B).

المنصةالجمهور الأكثر استخداماً للمنصةعدد المستخدمين النشطينمجال العمل الأفضل تسويقياًالاستخدام الأفضل
فيسبوك
Facebook
جميع الفئات العمرية1.9 مليار مستخدم نشط يومياًB2Cنشر الوعي بالعلامة التجارية، الترويج للمنتجات، بناء العلاقات.
إنستاغرام
Instagram
Gen Z Millennialsمليار مستخدم نشط شهرياًB2Cالترويج بصور وفيديوهات عالية الجودة، التأثير.
تيكتوك
TikTok
Gen Z Millennialsمليار مستخدم نشط شهرياًB2C
B2B
نشر الوعي بالعلامة التجارية، الفيديوهات القصيرة، التأثير.
تويتر
Twitter (X)
Millennials210 مليون مستخدم نشط يومياًB2C
B2B
العلاقات العامة، خدمة الزبائن، بناء المجتمعات.
يوتيوب
Youtube
جميع الفئات العمرية315 مليون مستخدم نشط يومياًB2C
B2B
نشر الوعي بالعلامة التجارية، الفيديوهات التعريفية الطويلة، الترويج، التأثير.
لينكدين
LinkedIn
Millennials
Gen X
Baby Boomers
310 مليون مستخدم نشط شهرياًB2Bبناء علاقات مع شركات، تطوير الأعمال.
سنابشات
Snapchat
Gen Z
Millennials
306 مليون مستخدم نشط يومياًB2Cنشر الوعي بالعلامة التجارية، التسويق المحلي، الدعايات
بينترست
Pinterest
Millennials444 مليون مستخدم نشط شهرياًB2Cالترويج بالمحتوى المرئي الإبداعي، الإلهام والتحفيز.

فيسبوك – Facebook

منذ انطلاقه في عام 2004 وحتى الآن، لا يزال فيسبوك هو أضخم منصة تواصل اجتماعي على الإطلاق، يستخدمه أشخاص من مختلف الفئات العمرية للتواصل مع أصدقائهم والمشاركة في المجموعات والمنتديات ومتابعة أخبار ماركاتهم المفضلة وإيجاد أعمال ومتاجر محلية.

أما بالنسبة للشركات فهو منصة ممتازة لبناء العلاقات مع الزبائن والإعلان عن الأحداث وعرض البثوث المباشرة والتسويق لمختلف أنواع الزبائن. نظراً للوصول العضوي المحدود لعملاء جدد يمكن الاستفادة من الإعلانات الممولة للوصول إلى عدد أكبر من العملاء.

إنستاغرام – Instagram

انطلقت منصة إنستاغرام في أواخر عام 2010، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن لا تزال هذه المنصة في الطليعة عند الحديث عن المحتوى البصري بما فيه من صور احترافية وفيديوهات قصيرة (Reels, stories) وبثوث مباشرة، حيث يمكن للمستخدمين اكتشاف علامات تجارية جديدة ومتابعة المؤثرين المفضلين لديهم.

الذي يميّز منصة إنستاغرام هو قوة أدوات التجارة الإلكترونية فيها، حيث يمكن للمستخدم تصفح منتجات وخدمات الشركة وإتمام عملية شراء دون مغادرة المنصة.

صحيح أن تكلفة الإعلانات المدفوعة على إنستاغرام مرتفعة نسبياً لكن أيضاً الوصول العضوي للعملاء فيها مرتفع وفعّال.

تيكتوك – TikTok

على الرغم من أن منصة تيكتوك هي من المنصات الحديثة مقارنة بغيرها، إلا أنها حصدت شعبية هائلة خلال فترة قصيرة وخصوصاً في فئة الشباب والمراهقين، وقد أصبحت أشهر منصة للفيديوهات القصيرة والمشاركة في التحديات الرائجة وصناعة محتوى من قبل المستخدمين الذي يمكن للأشخاص أن يشعروا بصلة معه (Relatable).

يوجد الكثير من أشكال المحتوى الذي يمكن للشركات أن تستعمله للتسويق على تيكتوك، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الغاية الأساسية التي يقصدها المستخدمون من هذه المنصة هي “التسلية”، لذلك يجب إعداد محتوى تسويقي ممتع يشد انتباه المستخدم.

تويتر – Twitter

عند الحديث عن المحتوى الكتابي منصة تويتر هي من أقدم وأقوى المنصات، وهي شبكة مترابطة من الخواطر والنقاشات والأحداث، يستعمل المستخدمون هذه المنصة للحصول على الأخبار ومتابعة المشاهير وكل جديد عن الماركات والحصول على خدمة زبائن.

بالنسبة للشركات فالتسويق على تويتر يكون بنشر أخبارها ومشاركة قصص على شكل سلسلة من التغريدات (Thread)، والإجابة على أسئلة واستفسارات المتابعين، وإعادة نشر تغريدات المستخدمين التي تحمل تقييمات إيجابية عن الشركة.

يوتيوب – Youtube

يوتيوب هو من أكثر المواقع شعبية في العالم، وبما أن المحتوى على يوتيوب هو فيديوهات طويلة بالدرجة الأكبر لذلك فهو منصة ممتازة لنشر المحتوى التعريفي الذي يعطي قيمة للمشاهد؛ بما في ذلك من الفيديوهات التثقيفية والتدريبية التي تعلّمه كيفية استخدام منتج ما وتعرّفه على القيمة التي يمكنه اكتسابها بشرائه، إضافة إلى الإمكانية الكبيرة لبناء مجتمع من المتابعين، ونشر الإعلانات المدفوعة، وقابلية الوصول العضوي عن طريق الفيديوهات المرجحة التي تملأ الصفحة الرئيسية للمشاهد وتوافق اهتماماته.

أيضاً منصة يوتيوب تعطي فرصة كبيرة للإعداد لمحركات البحث (SEO) حيث أن فيديوهات يوتيوب قد تكون في مقدمة نتائج بحث المستخدم وخاصة الفيديوهات التدريبية التي تبدأ ب (كيف – how to).

لينكدين – LinkedIn

لينكدين هو دون منازع أكثر منصة احترافية ضمن هذه القائمة، وجمهورها هو الأكثر وضوحاً، أشخاص محترفون يسعون إلى تكوين علاقات مهنية ويبحثون عن فرص لتطوير أنفسهم ومهاراتهم وأعمالهم، ما يجعلها المنصة المثالية لشركة من نوع (B2B)، حيث يمكنها بناء شبكة علاقات مع شركات أخرى تتبادل معها المنفعة وتشاركها قيم العمل والتحفيز.

لذلك فإن لينكدين هو مكان مناسب لنشر أخبار ومستجدات الشركة والتعبير عن ثقافتها وقيمها، وإيجاد فرص تواصل مع أشخاص شغوفين وشركات أخرى يمكن تكوين علاقات عمل معها.

سنابشات – Snapchat

على الرغم من أن الظاهر هو أن سنابشات منصة تسلية للمراهقين إلا أنها تعطي فرصة تسويقية جيدة للأعمال المحلية. منصة سنابشات هي من أبدعت فكرة الفيديوهات القصيرة المؤقتة التي أصبحت ذات شعبية كبيرة على مختلف المنصات اليوم، وبإعداد فيديوهات وصور مسلية كهذه يمكن للأعمال الصغيرة تكوين جمهور محلي وكسب الكثير من الزبائن.

بينترست – Pinterest

بالنسبة للمحتوى المرئي الإبداعي فمنصة بينترست هي من الأقوى، بما في ذلك من صور الفن الجرافيكي وصيحات الموضة والديكور المنزلي. الكثير من مستخدمي هذه المنصة يكتشفون منتجات وعلامات تجارية جديدة عليها، لذلك فهي مكان مناسب للشركات كي تزيد الوعي بعلامتها التجارية من خلال سرد القصص المرئية الجذّابة.

استراتيجية التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي

كما ذكرت في مطلع هذا المقال، النشر العشوائي ليس الطريقة المثلى للتسويق على مواقع التواصل الاجتماعي. عليك أن تضع استراتيجية متكاملة وأن تنشر المحتوى المناسب في المكان الصحيح والوقت الصحيح، وتتبع مستوى أداء ونتائج هذه الاستراتيجية بانتظام.

الخطوات للقيام بذلك تكون على الشكل التالي:

أولاً: وضع أهداف واضحة

معرفة الهدف من القيام بحملة تسويق على مواقع السوشال ميديا يساعد على معرفة ما يجب القيام به لتحقيقه وقياس حجم التقدم المنجز نحو تحقيقه. إن أي هدف يتم وضعه يجب أن يتصف بما يلي:

  • التحديد: يجب الوضوح تماماً فيما نطمح لتحقيقه، هل المطلوب هو زيادة حركة المرور في الموقع الإلكتروني؟ نشر الوعي بالعلامة التجارية؟ زيادة عدد المتابعين؟ الوضوح في ذلك يساعد فريق التسويق على تحديد المهام الموكلة لكل فرد نحو تحقيق الغاية النهائية.
  • قابلية القياس: وذلك لحساب حجم التقدم المُنجز نحو تحقيق هذا الهدف، ومعرفة مؤشرات قياس الأداء المطلوبة لذلك.
  • قابلية التحقيق: الأهداف يجب أن تكون منطقية ومتوافقة مع حجم الشركة، وذلك تفادياً للمشاكل وإحباط معنويات فريق العمل.
  • متوافقة مع الأهداف العامة للشركة: التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي هو امتداد لخطة التسويق العامة للشركة، فإذا كان هدف الشركة هو زيادة الوعي بعلامتها التجارية مثلاً، فالهدف على منصات التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون زيادة مشاركة المتابعين لمحتواها وتفاعلهم معه.
  • ضمن إطار زمني: يجب تحديد فترة زمنية معينة لتحقيق كل هدف، وذلك للتأكد من وتيرة سير الخطة نحو تحقيق هذه الأهداف، وما إذا كان هناك حاجة للتعديل على هذه الخطة.

ثانياً: البحث في الجمهور ووضع نموذج لشخصية العميل – Persona

 مهما كان مجال عمل الشركة لا يمكنها نشر محتوى يثير اهتمام جميع المشاهدين، لذلك يجب جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن الجمهور المطلوب لإعداد محتوى يوافق اهتماماته.

ما هي فئاتهم العمرية؟ في أي مكان يتركّزون؟ ما هي أهدافهم؟ أي نوع من المحتوى يتفاعلون معه؟ ما هي نقاط حاجتهم وأكثر أسئلتهم شيوعاً؟ ما هي النقطة الحاسمة التي تقنعهم بالشراء أو عدمه؟ ما هي المعلومات التي يرغبون بمعرفتها عن منتج ما ليفكروا بشرائه؟ ما الذي دفعهم للشراء من هذه الشركة أو تلك؟

بالإجابة على هذه الأسئلة وغيرها الكثير يمكننا بناء ما يسمى بنموذج شخصية العميل (Persona Profile) وهو بمثابة توصيف لشخص خيالي. إبقاء نموذج هذا الشخص في مخيلة فريق التسويق يمكّنهم من إعداد محتوى أكثر جذباً لاهتمام الشريحة المطلوبة من العملاء.

يوجد عدة مصادر لجمع المعلومات المطلوبة لذلك، مثل: تقديم الاستبيانات وإجراء المقابلات مع الزبائن، أو الاستعانة بأدوات مثل (Google Analytics) لدراسة بيانات المستخدمين الذين يتفاعلون مع محتوى الشركة.

ثالثاً: تحديد منصات السوشال ميديا المناسبة

بعد إعداد نموذج لشخصية العميل المثالي، وبناءً على المقارنة التي ذكرناها بين المنصات ونوعية المستخدمين الذين ينشطون عليها يجب تحديد المنصات الأنسب لمجال عمل الشركة.

هل متجر الشركة يبيع ملابس رياضية أو اكسسوارات أو مستحضرات تجميل؟ إذاً إنستاغرام وتيكتوك هي منصات مناسبة.

هل تعمل الشركة في مجال المقاولات أو البرمجيات أو بيع معدّات المطاعم أو الصالات الرياضية؟ حساب للشركة على لينكدين ضروري جداً.

الشركة تبيع لوحات فنية أو تعمل في مجال الموضة؟ بينترست خيار ممتاز.

معرفة المكان الذي يقضي فيه الجمهور المستهدف جُل وقته أساسي لتركيز الجهود في المكان الصحيح والحصول على أفضل عائد على هذا الجهد المبذول. النشر على أكثر من منصة مفيد جداً ويعطي وصولاً أوسع لكن يجب الحرص على اختيار المنصات الصحيحة وإعداد محتوى مناسب لكل منها.

رابعاً: صناعة محتوى مميز وتفاعلي

بعد اختيار منصات السوشال ميديا الأنسب لمجال العمل ومعرفة طبيعة الجمهور المستهدف يجب الآن صناعة محتوى تفاعلي ولافت للانتباه، وفي وسط كل هذا الضجيج الإلكتروني أصبح من الضروري إعداد محتوى مميز ومتألق من بين المنافسين ويشجّع المشاهد على متابعة حسابات الشركة باستمرار.

من التوصيات عند إعداد هذا المحتوى إدراك أن المحتوى على السوشال ميديا لا يجب أن يكون ترويجياً بحتاً بل يجب التركيز على المعرفة وتقديم القيمة للمشاهد بالدرجة الأولى، بما في ذلك من شروحات ونصائح وتثقيف للمشاهد وتقديم آخر الأخبار التي تهمه، وبالدرجة التالية أن يكون المحتوى مسلياً وملهماً للمتلقي ويعكس قيم ومبادئ الشركة، وأخيراً يتم الترويج لكل ما هو جديد من منتجات الشركة بتضمين أزرار دعوة لاتخاذ إجراء (CTA).

المحتوى على السوشال ميديا متغيّر باستمرار، يجب البحث دائماً في سوق العمل وفي ما ينشره المنافسون لإيجاد أفضل أشكال المحتوى الذي يتفاعل معه الجمهور، أيضاً يمكن الاستفادة من المحتوى الذي يصنعه المستخدمون ومشاركته على حسابات الشركة، وحث الزبائن على استخدام هاشتاغات (#) في المحتوى الذي يعرض تجربتهم مع منتجات وخدمات الشركة.

عند الحديث عن السوشال ميديا لا يمكننا أن ننسى الترندات (Trends) وهي الأشياء والتحديات الرائجة التي تظهر فجأة وتحصد اهتماماً وشعبية كبيرة، لذلك من المفيد جداً البقاء على اطلاع بكل ما هو جديد من هذه الترندات واستغلال شعبيتها المؤقتة في إعداد المحتوى التسويقي.

خامساً: استخدام أدوات لجدولة نشر المحتوى

التسويق على السوشال ميديا مثل أي شكل آخر من التسويق، يجب أن يكون منظّماً ومجدولاً، ويوجد أدوات تساعد في ذلك، بحيث يتم مسبقاً صناعة المنشور وكتابة محتواه وإضافة الصور أو الفيديوهات وتحديد وقت معين لكي يتم نشره تلقائياً. هذه الوسيلة تساعد على تنظيم جدول مواعيد للمنشورات من أجل الحفاظ على وتيرة مناسبة من النشر والتفرغ للقيام بمهام أخرى.

ما هي الوتيرة المناسبة للنشر على السوشال ميديا؟

القاعدة الذهبية عند الحديث عن ذلك هي (الجودة أهم من الكم)، التركيز على إعداد منشورات تحمل قيمة وفائدة للمشاهد أفضل من صناعة عدد كبير من المنشورات التي لا تحظى بنسبة تفاعل مرضية.

النشر المستمر أيضاً هو أمر مهم للحفاظ على اهتمام المتابعين والبقاء في الصفحات الرئيسية لمنصاتهم المفضلة، فذلك يُعرّف خوارزميات هذه المنصات على مدى نشاط حسابات الشركة لتبقى منشوراتها في مقدمة الترجيحات للمستخدمين، وهنا تظهر أهمية الجدولة التي تحدثنا عنها.

أدوات تسويق على مواقع التواصل الاجتماعي

أداة (Hubspot) والتي تقدم حزمة واسعة جداً من الخدمات التسويقية ومنها أداة للسوشال ميديا، تفيد هذه الأداة بإعداد جدولة مسبقة للمحتوى على منصات التواصل الاجتماعي والحصول على تقارير عن مدى التفاعل ومؤشرات الأداء لمختلف أشكال المحتوى على مختلف المنصات.

أداة (Sprout Social) مشابهة لأداة هابسبوت بالوظائف، وتساعد فريق العمل على إدارة الحملة التسويقية على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تقديم فترة تجريبية مجانية لمدة شهر.

سادساً: المراجعة الدورية للاستراتيجية وإجراء التعديلات

من الضروري وضع جدول لمراجعة الاستراتيجية المتبعة في التسويق على السوشال ميديا، يمكن أن يتم ذلك أسبوعياً أو شهرياً أو سنوياً، لتحديد أنواع المحتوى التي تنفع والتي لا تنفع، وأشكال المنشورات التي تلقى تفاعلاً واهتماماً، ومواطن الضعف التي تحتاج إلى تعديلات، وفيما إذا كانت حملة التسويق تنجح في التقدم نحو أهدافها الموضوعة.

البقاء على اطلاع بكل الأمور الرائجة والمنصات الجديدة التي تحظى بشعبية سريعة (أبسط مثال هو منصة تيكتوك التي نالت مليار مستخدم في وقت قياسي) لاستغلال كل هذه الطفرات المفاجئة لأقصى درجة في تسويق كل ما يخص الشركة.

مؤشرات قياس الأداء في السوشال ميديا

أي مجهود تسويقي في عالم التسويق الرقمي له مؤشرات قياس أداء تساعد على تحديد مدى فعالية هذا المجهود في تحقيق الأهداف والغايات المطلوبة. في مجال السوشال ميديا تعطي هذه المؤشرات فكرة عن فعالية المحتوى الذي يتم نشره. من الأمثلة على هذه المؤشرات:

  • التفاعل (Engagement): وتشمل كافة الأشكال التي يمكن أن يتفاعل بها المشاهد مع المحتوى بما في ذلك من إعجابات وتعليقات ومشاركات وحفظ للمنشورات.
  • الوصول (Reach): وهو عدد المستخدمين الذين شاهدوا منشوراً ما، بغض النظر عن تفاعلهم معه أم لا.
  • المتابعين (Followers): عدد المستخدمين الذين يتابعون الحساب الرسمي للشركة.
  • النقرات (Clicks): وذلك في حال تضمن المنشور زر دعوة لاتخاذ إجراء (CTA).
  • المشاهدات (Views): هذا المؤشر مهم للفيديوهات خاصة، مثل: الفيديوهات على يوتيوب أو فيسبوك وغيرها.
  • المشاركات (Shares): مثل مشاركة منشورات الفيسبوك من قبل المستخدمين، أو إعادة نشر التغريدات (Retweet) على تويتر.
  • الذِكر (Mention): وهو عدد المرات التي يُذكر فيها حساب الشركة الرسمي من قِبل المستخدمين في منشوراتهم وتعليقاتهم.

لقياس هذه المؤشرات يوجد العديد من الأدوات، بعض المنصات توفر هذه الخدمة ضمن حزمة أدواتها مثل: (Facebook Analytics) و (Twitter Analytics) و (Instagram Insights)، ويمكن أيضاً استخدام أدوات مستقلة مثل: (Google Analytics) أو أدوات جدولة النشر على السوشال ميديا التي تحدثنا عنها سابقاً.

نصائح للتسويق على مواقع التواصل الاجتماعي

إليك بعض النصائح الإضافية التي يمكن تطبيقها في حملات التسويق على السوشال ميديا:

التفاعل مع المتابعين

منصات التواصل الاجتماعي هي “مجتمعات” بالدرجة الأولى، تقوم على التفاعل والتواصل بين الأشخاص، لا شيء يكسب ولاء العملاء أكثر من جعلهم يشعرون أنهم مرئيون من قبل الشركة، لذلك لا يجب أن يقتصر نشاطها على السوشال ميديا على إعداد جدول للمنشورات كل حين من الزمن.

الإجابة على الاستفسارات والرد على التعليقات وإعادة نشر المحتوى المصنوع من قبل المستخدمين كلها أشكال مفيدة للتفاعل معهم، إضافة إلى طرح الأسئلة والاستبيانات وعرض البثوث الحية والتشجيع على النقاشات بين الزبائن، كل ذلك يفيد في زيادة حجم وصول العلامة التجارية للجماهير وحصد الأدلة الاجتماعية واكتساب ثقة وولاء العملاء.

تخصيص موارد التسويق بحكمة

هذه النقطة مهمة للشركات الصغيرة تحديداً، فمهمة التسويق على السوشال ميديا تحتاج شيئاً من الخبرة والممارسة والتفرغ، وبعض الشركات الناشئة قد لا تمتلك الميزانية لتوظيف خبير مختص بهذه المهمة، لذلك إذا أرادت الشركة القيام بهذه المهمة بنفسها يجب أن تقوم بالبحث الموسع لتحديد المنصات التي ستثمر أفضل النتائج بما يتوافق مع جهودها المتواضعة، كما يمكن تخصيص جزء من الميزانية في الإعلانات الممولة للحصول على وصول أوسع.

عكس هوية العلامة التجارية والاحترافية في التعامل

المحتوى على السوشال ميديا هو امتداد لحملة التسويق الشاملة للشركة وانعكاس لفلسفتها، لذلك يجب أن يكون المحتوى على كافة المنصات ذو طابع موحد، بما في ذلك اللون العام للمنشورات والصور، وصيغة الخطاب مع المتابعين أو ما يُعرف بصوت العلامة التجارية (Brand Voice).

أمر ضروري أيضاً هو الاحترافية في التعامل مع المتابعين، فأي تفاعل مع هؤلاء المتابعين هو تمثيل لصورة الشركة في أذهانهم، لذلك يجب الحرص على إبقاء هذه التفاعلات إيجابية وضمن إطار الاحترام المتبادل.

التعامل مع المؤثرين – Influencers

المؤثرون أو كما يُعرفون بمشاهير السوشال ميديا هم أشخاص لهم قاعدة شعبية واسعة وتأثير كبير على متابعيهم، يمكن الاستفادة من هذا التأثير لدفع الجهود التسويقية لأي شركة إلى مستوى آخر.

ترويج المؤثرين لمنتج من منتجات الشركة له دور كبير في نشر الوعي بعلامتها التجارية وتحقيق الكثير من المبيعات، فالمتابعون يملكون ثقة كبيرة بآراء وخبرات هؤلاء المؤثرين، ومجرد ذكر اسم منتج ما في شيء من محتواهم كاف ليقوم المتابع بالشراء. اختيار مؤثرين أصحاب محتوى مشابه للمجال الذي تعمل به الشركة يعطي أفضل استهداف للجمهور المطلوب.

لا تريد خوض هذه الرحلة بنفسك؟ تواصل معنا، نحن نقوم بكل ما سنذكره في هذا الدليل وزيادة لضمان نجاح حملاتك التسويقية.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *