كل ما تحتاج معرفته عن التسويق بالبريد الإلكتروني

تسعى الشركات التجارية إلى نشر اسمها والترويج لمنتجاتها وخدماتها بشتى الوسائل والطرق، لكل من هذه الوسائل ما يميزه، لكن لعل أفضلها عائداً على الاستثمار وأنسبها لتقوية العلاقة بين العملاء والعلامة التجارية هو التسويق بالبريد الإلكتروني، وذلك إذا تم استغلال هذا النوع من التسويق بالشكل الصحيح.

سنتعرف في هذا المقال على مفهوم التسويق بالبريد الإلكتروني وخصائصه وأهميته في كسب الزبائن والحفاظ على ولائهم.

جدول المحتويات

ما هو التسويق بالبريد الإلكتروني – Email Marketing؟

ببساطة هو استخدام الشركات البريد الإلكتروني لتسويق خدماتهم و سِلعهم بإرسال الرسائل الترويجية إلى المستهلكين، تستعمل هذه الوسيلة للتواصل شخصياً مع العملاء، وبناء الثقة معهم، وجذب عملاء جدد وتوليد المزيد من المبيعات.

يتيح التسويق بالبريد الإلكتروني الوصول إلى الجمهور المستهدف مباشرة بإرسال محتوى مخصص ومتوافق مع اهتمامات الزبون المستلم، إضافة إلى أنه فعّال اقتصادياً، وسهل التتبع ويعطي الكثير من البيانات لتقييم مدى نجاح الحملة التسويقية.

هل أصبح التسويق بالبريد الإلكتروني أداةً منتهية الصلاحية؟

يعود تاريخ استخدام البريد الإلكتروني إلى سبعينيات القرن الماضي، فهو من أوائل الوسائل التكنولوجية في التواصل، ولذلك قد يعتقد البعض أنه أصبح وسيلة قديمة ويبدأوا بالالتفات إلى ما يصدر كل فترة من منصات التواصل الحديثة، ولإبطال كل هذه الاعتقادات يكفي الإجابة على سؤال واحد. كم مرة نتفقّد صندوق الرسائل الواردة لبريدنا الإلكتروني يومياً؟

يتفقّد الشخص العادي بريده الإلكتروني على الأقل مرة واحدة يومياً، أما إذا كان يعتمد عليه في عمله أو نشاطه اليومي فسيتفقّده عدة مرات، ولذلك هناك دائماً حيّز للاستثمار بالبريد الإلكتروني في الحملات التسويقية لأي شركة.

أهمية التسويق بالبريد الإلكتروني

يُقدر عدد مستخدمي البريد الإلكتروني بما يقارب أربعة ونصف مليار مستخدم حول العالم، أي ما يزيد عن نصف سكان الأرض، لذلك فإن إهمال أي شركة لهذا النوع من التسويق وعدم تخصيص جزء من الميزانية له يعتبر خسارة كبيرة.

على خلاف منصات التواصل الاجتماعي وتعقيداتها وخوارزمياتها المتغيرة باستمرار، فإن التسويق بالإيميل يعد وسيلة مباشرة، تمكننا هذه الوسيلة من استهداف الجمهور المطلوب دون طرف وسيط يصعّب هذه العملية ويتطلب إنفاق الكثير من المال.

قد يشتري أحد زوّار متجر الشركة الإلكتروني حاجته من هذا المتجر ولا يعود إليه مرة أخرى، هنا يأتي دور البريد الإلكتروني، فهو أداة ممتازة لإرسال المزيد من العروض والتخفيضات، ومعلوماتٍ عن منتجات أخرى متوفرة، بذلك يتم جذب الزوّار للعودة إلى زيارة المتجر وشراء المزيد.

مكان التسويق بالبريد الإلكتروني في قمع المبيعات

يمكن للبريد الإلكتروني أن يلعب دوراً كبيراً في جميع مراحل قمع المبيعات:

  • ابتداءً بمرحلة تعريف المستهلك على العلامة التجارية من خلال الرسائل التي تحمل معلومات تعريفية عن منتجات الشركة.
  • إرسال رسائل تحفيزية تحمل عروضاً لإقناع الزبون في مرحلة دراسة خياراته و المقارنة مع المنافسين.
  • رسائل الشكر للعميل بعد إتمام عملية الشراء، مما يزيد من رضاه عن الخدمة والمنتج الذي اشتراه.
  • المزيد من الرسائل التي تحمل تخفيضات وعروضاً مغرية للحفاظ على العميل و استمرار ولائه للشركة وتسوقه منها.

لذلك فإن التسويق بالبريد الإلكتروني أداة مهمة لا ينبغي على أي شركة إهمالها.

محاسن التسويق بالبريد الإلكتروني

يوجد الكثير من المزايا التي يتمتع بها التسويق بالبريد الإلكتروني، نذكر منها:

تكلفة منخفضة نسبياً

مقارنة بالإعلانات الممولة على وسائل التواصل الاجتماعي و محركات البحث وغيرها من أشكال التسويق، تعد تكلفة حملات التسويق بالإيميل أقل بكثير، وهي مناسبة للشركات الصغيرة والكبيرة على حد سواء.

معدلات التحويل العالية

ينبغي هنا توضيح بعض الأمور، أولاً: تحديد مفهوم التحويل الناجح لرسالة بالبريد الإلكتروني، فليس كل رسالة هدفها النهائي هو إتمام عملية شراء. باختصار فإن التحويل في هذا النوع من التسويق هو إتمام الرسالة للمهمة المطلوبة منها.

ثانياً: الأساس الذي نقارن معه لحساب معدل التحويل، هل هذا الأساس هو كل رسائل البريد الإلكتروني التي أُرسلت، أم فقط تلك التي ضغط الزبون على الرابط الذي فيها؟ إذا كانت المقارنة بكل الرسائل المُرسلة فذلك مؤشر على جودة محتواها، أما إذا كان الأساس هو الرسائل التي ضُغط على الرابط فيها فذلك مؤشر على جودة صفحة الهبوط التي تؤدي إليها.

بحسب إحصائية أجراها موقع (Barilliance) تراوحت نسبة التحويل التي حققها التسويق بالبريد الإلكتروني ما بين عامي 2016 و 2022 ما يقارب 8% إلى 9%، وهي نسبة كبيرة لا يستهان بها إذا أخذنا بعين الاعتبار العدد الهائل من رسائل الترويج التي يتم إرسالها بالبريد الإلكتروني.

سهولة استهداف الجمهور المطلوب

بناء وتقسيم القوائم البريدية للمتجر الإلكتروني يتم بحسب اهتمامات كل شخص في هذه القوائم، وبالتالي يمكن استهدافه برسائل تحمل اسمه وعروضاً تثير اهتمامه، مما يساعد على جذب العميل ورفع معدل التحويل.

تعدد الأهداف والمهام المحققة

من هذه الأهداف:

  • نشر العلامة التجارية، والتعريف بالشركة وخدماتها.
  • رفع نسبة المبيعات.
  • جمع البيانات عن المستخدمين، بحيث يمكن استخدامها لاحقاً لبناء نموذج شخصية العميل، وتقسيم الزبائن إلى مجموعات حسب عوامل عديدة.

عائد كبير على الاستثمار – Return On Investment

إذا قارنا الزيادة الكبيرة في المبيعات التي يولدها هذا النوع مع التكلفة التي يتطلبها والتي تقدر بما يقارب سنت واحد لكل رسالة، نجد أن لهذا الاستثمار عائداً هائلاً يقدر وسطياً بما يقارب 40 ضعفاً.

سهولة وسرعة الإعداد

تتوفر الكثير من الأدوات التي تقدم خدمة إعداد القوائم البريدية وتسهل استخدام هذا النوع من التسويق.

دراسة المؤشرات وإعداد التقارير

من السهل دراسة مؤشرات أداء حملات البريد الإلكتروني، ومعرفة نسبة الفتح ونسبة النقر إلى الظهور ومعدلات التحويل، بالتالي نتمكن من تقييم هذا الأداء ووضع خطط وإجراء اختبارات لتحسينه.

أنواع رسائل التسويق بالبريد الإلكتروني

هناك الكثير من الأنواع لهذه الرسائل، لكل منها هدف محدد وطريقة مختلفة للتفاعل مع الجمهور. أهم هذه الأنواع:

الرسائل الترحيبية

يتم إرسال هذه الرسائل إلى زوّار الموقع الجدد عند اشتراكهم بالقائمة البريدية، يمكن أن تحتوي هذه الرسائل على فترة تجريبية للخدمة أو أي محفز آخر لتشجيع المستخدمين على التعرف أكثر على الشركة ومنتجاتها.

النشرات البريدية – Newsletter Emails

يتم إرسال هذه النشرات بتواتر منتظم، أسبوعياً أو كل أسبوعين، يُسلط فيها الضوء على كل جديد من منتجات وخدمات الشركة، يمكن أيضاً أن تتضمن مقالات من مدونة الموقع أو تقييمات من العملاء.

تمتلك هذه النشرات إمكانية كبيرة لتحويل المشتركين إلى عملاء دوريين، وذلك بإعداد المحتوى الجذّاب المفيد والاهتمام بالجانب المرئي من صور وفيديوات قصيرة. الإعداد المتقن لهذه النشرة يمكن أن يطور علاقة قوية مع المشترك ويجعله في حالة ترقب لكل إصدار جديد منها.

تحتوي النشرة عادةً على زر دعوة لاتخاذ إجراء (CTA) يحث القارئ على القيام بفعل ما، مثل: قراءة مقال آخر أو تفحّص منتج جديد.

رسائل إقناع العملاء المحتملين – Lead Nurturing Emails

يستهدف هذا النوع من الرسائل جمهوراً محدداً، يكون هذا الجمهور مهتماً بمنتج أو خدمة ما فيتم إرسال سلسلة من الرسائل تحمل المزيد من المعلومات والعروض على هذا المنتج لزيادة اهتمامهم. الهدف باختصار هو دفع الزبون من مرحلة التفكير إلى مرحلة الشراء.

رسائل التأكيد

تُرسل هذه الرسائل للأشخاص الذين أتموا عملية شراء أو قاموا بالاشتراك بالقائمة أو النشرات البريدية، ليتأكد المستخدم أن العملية تمت بنجاح. يمكن أن تحتوي هذه الرسائل على المزيد من أزرار الدعوة لاتخاذ إجراء ما.

الرسائل المخصصة

يتم إرسال هذه الرسائل إلى قسم محدد من القائمة البريدية بحسب الهدف منها. مثل: الإرسال إلى العملاء غير النشطين لإعادة اهتمامهم بالشركة ومنتجاتها.

رسائل الدعوة

تستعمل الشركات هذه الرسائل للإعلان عن أحداث قادمة، مثل: إطلاق نوع جديد من المنتجات أو الإعلان عن موعد ندوة ما، بالتالي هذه الرسائل مهمتها جذب الانتباه وزيادة الوعي حول الأحداث الهامة المتعلقة بالشركة.

الرسائل الترويجية

هي أكثر أشكال رسائل التسويق بالبريد الإلكتروني شيوعاً، تُرسل إلى شريحة واسعة من الجمهور، مهمتها الأساسية هي نشر المعلومات وزيادة المعرفة عن المنتجات والخدمات الجديدة للشركة.

الاستبيانات

تستخدم هذه الرسائل لأخذ التقييمات من العملاء حول خدمة الشركة ومنتجاتها، يفيد ذلك في تقييم مدى نجاح الحملة التسويقية للشركة وجودة منتجاتها، وإعطاء أفكار لتحسين كل تلك المجالات في المستقبل.

رسائل التسويق الموسمية

تحمل هذه الرسائل الكثير من العروض والتخفيضات في المناسبات والأعياد، وذلك لزيادة مبيع المنتجات التي يكثر الطلب عليها في أوقات محددة من السنة.

كيفية القيام بالتسويق بالبريد الإلكتروني

يوجد الكثير من الممارسات الضرورية التي يجب اتباعها لضمان نجاح التسويق بالبريد الإلكتروني:

بناء القائمة البريدية

تمثل هذه الخطوة التحدي الأكبر لهذا النوع من التسويق، أهم شيء هو عدم شراء قائمة بريدية جاهزة، تلك الممارسة لا يمكن أبداً أن تعطي نتائج إيجابية، حيث يتشكل لدى الشركة قائمة عشوائية بأشخاص لا يعرفون شيئاً عن الشركة وغير مهتمين بما تقدمه.

يوجد عدة طرق للبدء الصحيح ببناء هذه القائمة، منها:

  • صفحات الهبوط التي تطلب من المستخدم بياناته مقابل حافز ما، مثل: كتاب إلكتروني مجاني أو فترة تجريبية للخدمة أو دعوة لندوة أونلاين، المهم أن يكون شيئاً قيماً بما فيه الكفاية ليقدم المستخدم بياناته.
  • وضع خيار (opt in) للمستخدم عند قيامه بشراء شيء من الموقع، أي أن المستخدم مهتم باستقبال معلومات إضافية عن منتجات مشابهة على بريده الإلكتروني.
  • بعض المواقع تُظهر للزائر نافذة فقاعية تطلب منه معلوماته أثناء تصفحه للموقع، فبقاؤه في الموقع لعدة دقائق يدل على اهتمامه بما يقدمه له، ولديه تقبّلٌ لاستقبال المزيد من المعلومات والعروض في المستقبل.

بناء القائمة البريدية ضروري وأساسي، فبهذا تكون الشركة قد حصلت على عدد كبير من الأشخاص المهتمين بما تقدمه من منتجات وخدمات، ولكن ذلك غير كافٍ وهناك خطوات إضافية يجب الاهتمام بها:

تقسيم القائمة البريدية – Segmentation

ليس كل المستهلكين متشابهين بالاهتمامات والرغبات، ولذلك لا يجب معاملتهم بنفس الطريقة وبنفس رسائل البريد الإلكتروني. يجب تقسيم القائمة إلى مجموعات أصغر بحيث يتم استهدافها برسائل تخاطب احتياجات كل شخص بحسب مكانه في قمع المبيعات.

من الطرق البسيطة للقيام بذلك هي تقسيم قائمة الأشخاص بحسب موقعهم الجغرافي أو جنسهم أو معدل دخلهم أو لغتهم الأم، لكن هناك طرق أكثر تقدماً وفعالية في التقسيم تعتمد على تصرّف الزبائن وكيفية تفاعلهم مع المتجر في السابق مثل: تاريخ مشترياتهم أو التغير في احتياجاتهم مع مرور الوقت.

تشير الدراسات أن الحملات التسويقية التي تقسم قائمتها البريدية بالشكل الأمثل يمكن أن تزيد في نسبة مبيعاتها بما يقارب 760% عن تلك التي لا تقوم بالتقسيم، إضافة إلى أن التقسيم الجيد يشكل 76% من العائد على الاستثمار بهذه الرسائل. كلما كان التقسيم أكثر دقة كلما زادت فاعلية هذا النوع من التسويق وأصبحت الشركة قادرة على تلبية احتياجات الزبائن باستمرار.

تنظيف القائمة البريدية

يعني ذلك إزالة الأسماء التي ترتد عن الموقع أو التي لا تفتح الرسائل الواردة لفترة من الزمن. يجب القيام بهذا الإجراء بمعدل وسطي مرة واحدة كل فترة ما بين تسعين يوم وستة أشهر.

قبل إزالة اسم من القائمة يمكن إرسال رسالة تحفّز المستخدم على العودة والتفاعل مع الشركة، وهذه الاستراتيجية تنجح في بعض الأحيان باسترجاع الزبون، لكن في كثير من الأوقات لا يرجع الزبون مرة أخرى، لعدم اهتمامه بما تقدمه الشركة بعد الآن، أو لأن حاجته منها انقضت وانتهى الأمر.

قد يعتقد البعض أن لا ضير في إرسال الرسائل إلى أشخاص لا يفتحونها، ولكن ذلك الاعتقاد خاطئ لسببين:

  • الخوارزمية التي تتبعها خدمات البريد الإلكتروني تعتبر الرسائل التي تحقق معدل فتح وتفاعل منخفض أنها رسائل مزعجة (Spam)، أي كلما زادت نسبة الرسائل التي لا تُفتح أصبحت الشركة في خطر انتهاء رسائل تسويقها في الصندوق المهمل للزبائن.
  • من ناحية اقتصادية، تنظيف القائمة هو خيار ذكي، فكل رسالة بريد إلكتروني تكلف سنت واحد تقريباً، وكل رسالة مصيرها الحتمي أن لا تُفتح هي إهدار لأموال الشركة.

إرسال محتوى قيّم

هنا تظهر أهمية التقسيم الجيد للقائمة البريدية، حيث يمكن استهداف كل شخص في القائمة بمحتوى يتوافق مع اهتماماته ويجعله يرغب بفتح الرسالة الواردة.

يوجد عدة نقاط يجب التركيز عليها لجعل محتوى الرسائل ناجحاً:

إضفاء طابع شخصي

تأخذ هذه الطريقة تقسيم القائمة إلى مستوى آخر من الاحترافية، مثال على ذلك: وضع اسم الزبون المتلقّي في عنوان الرسالة بشكل أوتوماتيكي، تشير الدراسات إلى أن شيئاً بسيطاً مثل ذلك يمكن أن يرفع نسبة فتح الرسائل بما يقارب 18%.

ممارسة أخرى يمكن اتباعها هي تذكير المستخدم بعملية شراء سابقة في الرسالة، بذلك يتشكل عنده دافع إيجابي ورابط بين رضاه عن التجربة السابقة مع ما يُقدّم له الآن.

الاهتمام بالعناوين

تقديم المحتوى الجيد يبدأ بالعنوان، حيث أنه يعطي للقارئ فكرة عمّا سيحصل عليه إذا فتح الرسالة، لذلك يجب أن يكون متوافقاً مع ما يتم تقديمه، وينبغي الابتعاد تماماً عن العناوين الخادعة (CLickbait) فذلك سيخلّف انطباعاً سيئاً عن الشركة في المستقبل.

لا ينبغي لحجم العنوان أن يزيد عن 40 حرفاً، وذلك لكي يكون متوافقاً مع جميع أنواع الهواتف الذكية ويظهر على الشاشة بشكل كامل، يجب استغلال هذه الحروف في إثارة اهتمام القارئ ليصبح لديه الفضول لفتح الرسالة وتفقّد المحتوى.

التصميم البسيط

يوجد الكثير من أدوات تصميم رسائل البريد الإلكتروني التي تعمل بخاصية السحب والإفلات، بحيث تمكّننا من إضافة الصور والنصوص بسهولة، لكن لا ينبغي حشر الكثير من العناصر في الرسالة.

رسالة البريد الإلكتروني يجب أن تحمل للقارئ رسالة واحدة فقط في مطلعها، والنصوص ينبغي أن تكون على شكل جمل قصيرة مع مسافات مناسبة بينها، فهي رسالة بريد إلكتروني وليست مقالة.

أخيراً يمكن استعمال اختبارات A/B وتجربة أشكال مختلفة من العناوين ونماذج المحتوى للوصول إلى أفضل أشكال الرسائل، وأعلاها معدلاً للفتح والتحويل.

أتمتة التسويق بالبريد الإلكتروني – Automation

كتابة وإرسال رسائل البريد الإلكتروني إلى الزبائن في القائمة البريدية بشكل يدوي أمر مرهق ويتطلب الكثير من الوقت، إضافة إلى أنه غير مناسب لاختلاف مرحلة كل زبون في رحلته التسوّقية مع الشركة، واختلاف شكل الرسالة المناسبة له، وعندما تكبر القائمة البريدية لتضم مئات أو آلاف الأسماء يصبح الأمر مستحيلاً.

هنا يأتي دور الأتمتة لتسهيل تلك العملية، مفهوم أتمتة البريد الإلكتروني هو إرسال الرسائل إلى الزبائن بشكل أوتوماتيكي ووفق تسلسل زمني مناسب، بحسب الفعل الذي قام به المستخدم وبحسب مكانه في قمع المبيعات، فمثلاً:

  • عندما يسجل الزائر في الموقع، يتم إرسال رسالة ترحيبية بشكل تلقائي.
  • إذا أبدى الزائر اهتمامه بمنتج ما، يستقبل رسائل تحمل معلوماتٍ عن ذلك المنتج.
  • إذا أتم عملية الشراء، يتم إرسال رسالة تأكيد وشكر على تعامل الزبون مع الشركة.
  • إذا أضاف الزبون سلعاً إلى سلة الشراء في المتجر ولم يتم العملية، يستقبل رسالة تذكيرية تحثّه على العودة وإتمام الشراء.
  • إرسال العروض الترويجية للمنتجات الجديدة تلقائياً للمشتركين بالقائمة البريدية.
  • إرسال رسالة إلى العملاء غير النشطين لفترة من الزمن للتشجيع على التعامل مع الشركة من جديد.

من الأمثلة أيضاً على ذلك، إرسال رسالة تحمل هدية ما لكل مشترك بعيد ميلاده، وقد أظهرت الدراسات أن الرسائل بأعياد الميلاد تحقق مبيعات تزيد بنسبة 342% عن الرسائل الترويجية الأخرى.

أدوات للتسويق بالبريد الإلكتروني

هناك الكثير من الأدوات التي تسهل وتؤتمت التسويق بالبريد الإلكتروني، من أشهرها أداة (Mailchimp)، تساعد هذه الأداة في تقسيم القائمة البريدية، وتعطي قوالب لرسائل البريد الإلكتروني مولّدة بالذكاء الاصطناعي باحترافية وكفاءة عالية.

أيضاً يوجد أداة (Hubspot)، توفر هذه الأداة، إلى جانب أتمتة البريد الإلكتروني، الكثير من خدمات إدارة الأعمال والتعامل مع الزبائن، وتقدم هذه الشركة العديد من الكورسات والفيديوهات التعليمية المجانية للأشخاص المستجدين في مجال التسويق بالبريد الإلكتروني.

كلتا الأداتين مناسبتين للشركات الكبيرة والصغيرة على حد سواء، فهما توفّران استخداماً مجانياً للشركات الناشئة وعدة شرائح للاشتراك متدرجة بالسعر حسب حجم العمل المطلوب، بالإضافة إلى شريحة ذات سعر كبير نسبياً مناسب للشركات الضخمة وتعطي عدد غير محدود من الخدمات الإضافية والدعم التقني.

إضافة إلى ذلك، توفر هذه الأدوات خدمة جمع البيانات عن نسب الفتح والتحويل، وقابلية القيام باختبارات A/B للوصول إلى أفضل أشكال الرسائل وأنسبها لزيادة المبيعات.

التسويق البارد بالبريد الإلكتروني – Cold Email Marketing

يختلف التسويق البارد بالبريد الإلكتروني عن التسويق العادي بأنه يتم بالتواصل مع أشخاص لم يتم التعامل معهم من قبل، بهدف التعريف عن الشركة وخدماتها إلى عملاء محتملين على أمل تحويلهم في المستقبل إلى مشترين.

يستعمل هذا النوع من التسويق في كثير من الأحيان بالأعمال من نوع (B2B)، أي الشركات التي تقدم خدماتها لشركات أخرى. مثال على ذلك: شركة برمجية طورت أداة تحليل يمكن للكثير من الشركات الاستفادة منها لكن لديها ميزانية محدودة للتسويق، هنا يأتي دور التسويق البارد للتواصل مع الشركات وطرح أفكارها وخدماتها.

مجال آخر لذلك هو التوظيف، مثلاً: لدى شركة معينة شاغر وظيفي لمنصب إداري يتطلب خبرة عالية، تقوم هذه الشركة بجمع قائمة من المرشحين المناسبين للمنصب وتقوم بالتواصل معهم، على الرغم من عدم معرفة هؤلاء المرشحين بالشركة أو تقديم الطلب على هذه الوظيفة.

تشير الدراسات إلى أن معدل فتح رسائل البريد الإلكتروني الباردة هو 23.9%، لكن ذلك المعدل يزيد إلى 50% إذا تم إضفاء طابع شخصي للعنوان. من المفيد أيضاً إرسال رسائل لاحقة بعد الرسالة الأولى، أنسب فترة بين أول رسالتين هي ثلاث أيام وذلك يزيد من معدل الرد بما يقارب 31%.

بعض النصائح لتحسين رسائل التسويق بالبريد الإلكتروني البارد:

  • كتابة عنوان جاذب ويحمل معلومات عن المحتوى.
  • المحتوى الواضح والمختصر الذي يتضمن التعريف عن النفس وما يتم تقديمه وأفضل طريقة للتواصل.
  • كتابة محتوى أشبه ما يكون بحديث شخص إلى شخص، وليس رسالة تُشعر القارئ بأنه مجرد أداة لزيادة المبيعات.
  • التركيز على النقاط التي نعتقد أن القارئ يعاني منها، وتوضيح كيف أن ما يتم تقديمه سيساعده في حلها، ذكر هذه النقاط يشكّل علاقة رابطة مع الزبون ويشجعه على التواصل مع الشركة.

ممارسات خاطئة في التسويق بالبريد الإلكتروني 

يوجد عدد كبير من الممارسات التي تضعف من نجاح هذا التسويق، نذكر بعضها:

  • شراء قائمة بريدية من طرف ثالث، ذلك يؤدي إلى معدلات فتح منخفضة، ويعطي مظهر سيء للشركة، كما يمكن أن يتسبب بغرامات مالية في بعض الدول التي تهتم بحماية خصوصية السكان فيها.
  • عدم تنظيف القائمة البريدية من المشتركين غير النشطين بشكل دوري، ذلك يضعف معدلات الفتح ويهدر أموال التسويق.
  • الوقوع بأخطاء تسبب وصول الرسائل إلى صندوق مهملات الزبائن (Spam)، وسنتحدث عن ذلك بتفصيل أكبر.

كيف أحمي رسائلي من أن تُصنّف كرسائل مزعجة – Spam؟

ذكرنا سابقاً فائدة وضع خيار (opt in) للزبون عند القيام بعملية شراء، لكن الأفضل من ذلك هو الخيار المزدوج (double opt in)، أي أن على الزبون فتح رسالة تأكيدية تصله بشكل تلقائي. يوجد فائدتان لهذا الخيار، أولاً: التأكد من عدم قيام الزبون بإعطاء عنوان بريد إلكتروني وهمي، وثانياً: تدريب خدمات البريد الإلكتروني على تمييز رسائل الشركة التي تحمل قيمة وفائدة عن غيرها.

مراقبة معدلات التفاعل مع الرسائل أيضاً ضروري لتفادي التحول إلى رسائل (Spam)، أي متابعة نسب الفتح والضغط إلى الظهور والتحويل، بذلك يتم ملاحظة أي مشكلة تسبب تراجع في هذه المعدلات وحلها بسرعة قبل أن تتفاقم.

كل ما ذكرناه في الممارسات الخاطئة من شراء قائمة بريدية وعدم التنظيف الدوري، يمكن أن يؤدي على المدى الطويل إلى تحول الرسائل لرسائل سبام، لذلك يجب الابتعاد عنها تماماً.

الالتزام بالقوانين والتشريعات التي تخص حماية خصوصية المشتركين والتي تفرضها مزودات خدمة الانترنت ضروري جداً، تختلف هذه القوانين من بلد لآخر ويجب الانتباه لها.

الاهتمام بإرسال محتوى مفيد وبتواتر مناسب أمر مهم، لا ينبغي أبداً إرسال عدد كبير من الرسائل بفواصل زمنية قصيرة جداً، بحيث أن كل رسالة لا تحمل شيئاً جديداً يستحق الذكر. يؤدي ذلك إلى إهمال المشتركين للرسائل وبالنهاية تتحول إلى سبام.

يوجد عدد كبير من الكلمات التي تربطها مزودات خدمة البريد الإلكتروني برسائل السبام. قام موقع (hubspot) بتشكيل لائحة طويلة من هذه الكلمات والتي يجب الابتعاد عنها عند كتابة الرسائل.

أخيراً يمكن فحص الرسائل قبل إرسالها باستخدام أدوات تفحّص السبام (spam checkers)، تفيد هذه الأدوات بالتأكد من خلو الرسالة من الكلمات التي تكثر في الرسائل المزعجة، ومن جودة شكل الرسالة إجمالاً لكي لا تتحول إلى سبام. من الخيارات المجانية الجيدة أداة (Mailmeteor) و (Sendgrid).

لا تريد خوض هذه الرحلة بنفسك؟ تواصل معنا، نحن نقوم بكل ما سنذكره في هذا الدليل وزيادة لضمان نجاح حملاتك التسويقية.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *