الروابط الخلفية بين الجيد والسيء: كل ما عليك معرفته

عند إنشاء موقع إلكتروني فإن من أهم العوامل التي تفيد بالإعداد لمحركات البحث هو الحصول على روابط خلفية تبني موثوقية وسمعة للموقع وتجعله في مقدمة نتائج البحث عند استخدام محركات البحث مثل: غوغل وغيره.

لكن ما هي هذه الروابط الخلفية؟ وهل كل الروابط الخلفية مفيدة لموقعك أم أن بعضها ضار ويجب عليك التخلص منه؟ هذا ما سنتحدّث عنه في هذا المقال.

الروابط الخلفية هي روابط تكون موجودة في أحد المواقع الإلكترونية وتوصل المستخدم إلى موقع آخر عند ضغطه عليها.

الروابط الخلفية في نظر محركات البحث هي بمثابة أصوات ثقة، أي أن الموقع الأول يثق بجودة المحتوى في الموقع الثاني الذي تمت الإشارة إليه. 

الروابط الخلفية والروابط

صفحات الويب التي تحظى بعدد من الروابط الخلفية من مصادر أخرى غالباً ما تحصل على تقييم عال في نتائج محركات بحث، خصوصاً إذا كانت هذه الروابط من مصادر قوية وموثوقة.

من الأمثلة على الروابط الخلفية:

  • الاستشهاد بإحصاءات أو دراسات حالة عند كتابة مقال عن أحد المواضيع.
  • الإشارة إلى المصادر التي استشهد بها الكاتب في إعداد محتواه.
  • وضع روابط لصفحات هبوط لتطبيقات أو أدوات مستخدمة في أحد المجالات عند ذكر أمثلة في مقال يتحدث عن موضوع في هذا المجال، وغيرها الكثير من الأمثلة.

فوائد الروابط الخلفية

من الفوائد التي يجنيها الموقع الإلكتروني عندما تشير إليه كمية من الروابط الخلفية:

أولاً: تقييم أعلى في نتائج البحث

الروابط الخلفية من أهم العوامل التي يعتمدها محرك البحث غوغل عند تقييمه لصفحات الويب، فهي كما ذكرنا بمثابة أصوات ثقة وشعبية تدل غوغل على جودة المحتوى.

هنا يظهر الفارق بين الروابط الخلفية الآتية من مواقع قوية وبين الروابط الآتية من المواقع المزعجة الضعيفة (Spammy)، فمئات الروابط القادمة من مثل هذه المواقع لا تعادل بضعة روابط قادمة من مواقع قوية ذات مصداقية وعاملة في نفس المجال.

في هذا السياق علينا الحديث عن مؤشر يدعى سلطة الموقع (Domain Authority) أو (Authority score) وهو مقياس يدل على جودة الموقع الإلكتروني ككل. للمواقع العادية يكون هذا المقياس وسطياً ما بين 40-50، أما ما بين 50-60 فهذه نتيجة جيدة، وكل موقع يزيد مؤشره عن 60 فهو موقع ممتاز.

بالعودة إلى موضوعنا فبالتأكيد كلما زادت سلطة الموقع الذي جاءت منه هذه الروابط الخلفية كان ذلك أفضل لرفع تقييم موقعك في نتائج محركات البحث.

ثانياً: زيادة الموثوقية

كلما زاد عدد المواقع الإلكترونية عالية الجودة التي تدعم موقع شركة ما بروابط خلفية زادت موثوقية هذه الشركة ومصداقية محتواها ومعرفتها بالمجال.

الروابط الخلفية أشبه ما تكون بالترويج النطقي (Word Of Mouth) فكما أنت تتشجع لشراء منتج ما عندما ينصحك عدد من معارفك به كذلك الأمر مع محرك غوغل، بحيث يقوم برفع تقييم صفحات من موقع إلكتروني عندما تشير إليها الكثير من الروابط الخلفية الجيدة.

ثالثاً: مساعدة غوغل في إيجاد صفحات الويب

عندما يتتبع محرك غوغل رابطاً خلفياً ويصل إلى صفحة ويب جديدة يقوم بعملية مسح كاملة للصفحة (Crawl) واكتشاف كل الروابط الموجودة فيها، لذلك يجب بذل جهد في وضع استراتيجية ترابط داخلي في الموقع، والروابط الداخلية تختلف عن الروابط الخلفية بأنها تربط صفحات الويب ضمن الموقع الواحد.

فعندما يصل غوغل عبر رابط خلفي إلى صفحة في موقعك يقوم بمسحها وتتبع الروابط الداخلية إلى الصفحات الأخرى، بالتالي يصبح لديه فهم واضح لهيكل هذا الموقع وتصبح هذه الصفحات أكثر احتمالية للترجيح في نتائج البحث.

رابعاً: زيادة حركة المرور في الموقع الإلكتروني

الروابط الخلفية تجذب حركة مرور للموقع الإلكتروني من مصادر أخرى غير الزوّار القادمين من محركات البحث، يسمى هذا النوع بحركة مرور الإحالة (Referral Traffic).

حركة المرور هذه لها العديد من الفوائد مثل: زيادة الوعي بالعلامة التجارية، وتقديم اسم الشركة للمزيد من الجماهير، بالتالي هذه فرص للحصول على عملاء جدد مهتمين بما يتم تقديمه.

بعد أن تعرّفنا على مفهوم الروابط الخلفية وفوائدها، الآن سنتحدث عن الجانب المظلم منها.

الروابط الخلفية الجيدة تحسّن تقييم الموقع الإلكتروني وترفعه في نتائج البحث، لكن هناك نوع من الروابط الخلفية له أثر معاكس وسلبي، ويجب عليك تمييز هذا النوع ورفض ارتباطه بموقعك.

الروابط الخلفية السيئة

للتمييز بينها وبين الروابط الخلفية الجيدة يمكن القول إن الروابط الجيدة هي روابط عضوية تأتي بشكل طبيعي، بحيث تقوم مواقع أخرى بكل مصداقية بالإشارة إلى محتوى موقع شركة ما نظراً لدقّته وفائدته، وتبني هذه الروابط بشكل تدريجي الثقة بهذه الشركة وسمعتها كمصدر موثوق.

بينما الروابط الخلفية السيئة فهي غالباً ما تأتي بشكل غير عضوي بأحد الأشكال التالية:

  • الروابط التي يتم شراؤها من مواقع إعداد لمحركات بحث مشبوهة، الهدف الوحيد لهذه المواقع هو إنشاء شبكات روابط خلفية خاصة (Private Backlink Network)، تدعى هذه الممارسة بخطة جمع الروابط (Link Scheme) ويجب الابتعاد عنها.
  • الروابط التي تأتي تلقائياً من المواقع المزعجة التي لا تحمل أي محتوى سوى الروابط الخلفية وبعض المنتجات العشوائية، هذه الروابط غالباً ما تكون بفعل بوتات (Bots).
  • هجمات (SEO) سلبية: أصبح من البديهي لكل من يعمل في مجال الإعداد لمحركات البحث (SEO) أن شراء الروابط الخلفية يسبب ضرراً كبيراً، لذلك ظهرت ممارسة لا أخلاقية تسمى بهجمات (SEO) السلبية، بحيث يتم شراء عدد كبير من الروابط الخلفية السيئة وتوجيهها نحو مواقع الشركات المنافسة لضرب تقييمها في نتائج محركات البحث.
  • الروابط القادمة من مواقع في بلدان غير البلد المستهدف.

في هذا السياق يجب التنويه إلى أن الرابط الخلفي القادم من موقع يشهد حركة مرور ضعيفة أو أنه ذو مؤشر سلطة موقع منخفض لا يُعتبر رابطاً خلفياً سيئاً يجب التخلص منه، ولو أن تأثيره الإيجابي ضعيف يكاد لا يُذكر، فهو لا يزال صوت ثقة يأخذه محرك غوغل بعين الاعتبار.

لماذا يجب عليك رفض بعض الروابط الخلفية؟

الهدف الأساسي لذلك هو تفادي العقوبات التي يفرضها محرك غوغل على الموقع الإلكتروني والتي تضعف ظهور هذا الموقع في نتائج البحث. حيث يرسل غوغل رسالة مضمونها وجود روابط غير طبيعية تدعم هذا الموقع وبالتالي يتم معاقبته سواء كان ذلك عن قصد أو نتيجة هجوم (SEO) سلبي.

لذلك فمن الممارسات الضرورية في الإعداد لمحركات البحث هي القيام بتفقد دوري (شهرياً مثلاً) لكل الروابط الخلفية الجديدة وتحديد السيء منها ليتم رفضه تفادياً لحصول مشاكل كهذه، وسنشرح كيفية القيام بذلك فيما بعد.

متى يجب عليك رفض روابط خلفية؟

رفض الروابط الخلفية وسيلة ضرورية في بعض الأحيان لكن لا ينبغي استعمالها بكثرة، من الحالات التي قد تستوجب استخدامها:

  • إذا شهد الموقع الإلكتروني انخفاضاً في حركة المرور وفي تقييمه بين نتائج البحث، وتبين أن السبب هو روابط خلفية سيئة.
  • إذا تعرّض الموقع لهجمة (SEO) سلبية، عندها يجب التخلص من هذه الروابط.
  • إذا أرسل غوغل رسالة عقوبة مفادها روابط خلفية من مصادر غير طبيعية.
  • إذا تم شراء روابط خلفية من مواقع مشبوهة، سواء كان ذلك بفعل الشركة نفسها أو بفعل وكالة قامت بإعداد موقع الشركة الإلكتروني لمحركات البحث بالنيابة عنها.

ما هو مبدأ رفض الروابط الخلفية؟

رفض الروابط الخلفية هو طلب يتم تقديمه إلى غوغل لكي يتجاهل مجموعة من الروابط الخلفية بحيث لا تُحتسب هذه الروابط إيجاباً أو سلباً على الموقع.

هذا الطلب هو بمثابة اقتراح يتم تقديمه لغوغل وليس عملية فورية مضمونة، بل قد يستغرق الأمر بضع أيام لكي يتفعّل أثره، فشركة غوغل ليست ملزمة بالاستجابة المباشرة لهذا الطلب.

لكن بما أن رفض الروابط الخلفية هي أداة لإصلاح أخطاء الماضي أو التصدي لهجمات (SEO) السلبية، ففي غالب الأحيان تنجح هذه العملية دون مشاكل.

كيفية رفض الروابط الخلفية

رفض الروابط الخلفية هو سيف ذو حدين يمكن أن يؤثر سلباً على تقييم الموقع إذا استُخدم بشكل خاطئ، ولذلك يجب أن يكون الخيار الأخير.

قبل أن نستخدم هذه الأداة يمكن حل المشكلة يدوياً، إذا اكتشفنا وجود روابط خلفية ضارة في أحد المواقع يمكننا التواصل مع صاحب الموقع سواء كان ذلك برسالة بريد إلكتروني أو محاولة إيجاد حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، ونطلب منه إزالة الرابط الخلفي.

إذا استجاب صاحب الموقع وأزال الرابط فذلك أفضل من استخدام أداة الرفض، أما إذا لم يستجب للطلب أو لم يرد على الرسالة فعندها يكون استخدام هذه الأداة هو الخيار الوحيد.

رفض الروابط الخلفية يتم وفق المراحل التالية:

أولاً: أنت بحاجة إلى أداة (Google Search Console)

لأي شخص يدير موقعاً إلكترونياً هذه الأداة أساسية ولها الكثير من الاستخدامات، بعد تسجيل الدخول في هذه الأداة نستخدمها للحصول على لائحة بكل الروابط الخلفية القادمة إلى الموقع الإلكتروني وذلك بالضغط على قائمة (Links) في الزاوية اليسرى السفلى، ثم خيار (External Links) وبعدها خيار (Export External Links) في الزاوية العليا اليمنى للحصول على قائمة بهذه الروابط.

ثانياً: إنشاء ملف مفكرة

بعد تحديد الروابط السيئة التي نريد التخلص منها ننشئ ملف مفكرة، نسجل في هذا الملف كل الروابط غير المرغوبة، لكن هناك عدة شروط يجب أن نراعيها لتتم العملية بنجاح:

  • لاحقة الملف يجب أن تكون (.txt) 
  • حجم الملف لا يتجاوز (2MP) و عدد السطور لا يتجاوز 100,000 سطر.
  • كل رابط يجب أن يُكتب لوحده في سطر.
  • بداية كل سطر تُكتب (domain:) وذلك إذا أردنا رفض موقع كامل بكل صفحاته.
  • إذا أردنا رفض رابط محدد دون رفض الموقع كاملاً نكتب عنوانه (URL) فقط.
  • إذا أردنا كتابة ملاحظات ضمن الملف نضع شعار هاشتاغ (#) في بداية السطر.

ثالثاً: رفع ملف المفكرة على أداة غوغل لرفض الروابط الخلفية

بعد إعداد الملف بالشكل السابق، نذهب إلى أداة (Google Disavow Tool) ونقوم باختيار موقعنا الإلكتروني من قائمة (Select Property) ثم نرفع ملف المفكرة.

بعد يوم أو بضع أيام يتفعل تأثير هذه العملية، وعندها لا يحتسب غوغل هذه الروابط عند تقييم صفحات موقعك في نتائج البحث.

أدوات مساعدة لرفض الروابط الخلفية

رفض الروابط الخلفية بالطريقة التي ذكرناها سابقاً عملية بسيطة لكن المشكلة تكمن في صعوبة التمييز بين الرابط الجيد والسيء منها، فالتقرير الذي تولّده أداة (Google Search Console) يعطينا فقط المواقع التي ارتبطت بموقعنا الإلكتروني وعدد المرات التي وضعت روابط خلفية تقود إلينا، دون أي معلومات عن هذه الروابط ومدى جودتها أو سوئها.

ليس من السهل اكتشاف الرابط السيء، صحيح أن بعض المواقع تكون واضحة للعيان أنها مواقع احتيال وإزعاج لكي نقوم برفضها، لكن في كثير من الأحيان يصعب اتخاذ قرار حول بعض المواقع إذا كانت مفيدة لتصنيف موقعنا في نتائج البحث أم أن أثرها سينعكس سلباً.

لهذه الغاية لدينا أداة (SEMrush Backlink Audit Tool)، هذه الأداة تستخدم 30 معيار جودة أو معيار سوء (Toxic Factor) لتقييم مدى جودة أو سوء الروابط الخلفية، بتسجيل الدخول على هذه الأداة نحصل على لائحة بكل الروابط الخلفية ونتيجة (Score) كل منها.

أيضاً من ضمن الخيارات في هذه الأداة توليد تقارير دورية بكل الروابط الخلفية الجديدة وتحديد السيء منها، واختيار كل المواقع (Domains) أو عناوين الروابط (URL) غير المرغوبة بحيث تولّد الأداة ملف مفكرة بهذه الروابط ويكون الملف جاهزاً ليتم رفعه على أداة الرفض الخاصة بغوغل، وأخيراً يمكن للأداة توليد تقرير (PDF) يبيّن مدى صحة الروابط الخلفية للموقع ككل.

أمثلة على أدوات أخرى تقوم بمهام مشابهة: أداة (SE Ranking)، أداة (Ryte)، أداة (Ahrefs)، أداة (RankActive) وغيرها.

أسئلة شائعة – FAQ

ما الفرق بين الروابط الداخلية والخارجية والخلفية؟

الروابط الداخلية هي الروابط بين الصفحات ضمن الموقع الواحد، تساعد هذه الروابط غوغل على اكتشاف الصفحات الجديدة وفهم الهيكل العام للموقع.

الروابط الخارجية هي الروابط الموجودة في موقعك والتي تؤدي إلى موقع آخر، عندما تشير في موقعك بروابط خارجية إلى موقع آخر ذو سلطة موقع عالية فذلك يدل غوغل على جودة موقعك، وتساعده على فهم طبيعة محتواك.

الروابط الخلفية هي الروابط الموجودة في موقع آخر والتي تؤدي إلى موقعك، ترفع الروابط الخلفية مؤشر سلطة موقعك (Domain Authority) وتجلب الزيارات إليه وتساعد غوغل على اكتشاف الصفحات فيه.

هل من الممكن التراجع عن عملية رفض روابط خلفية؟

نعم، أداة (Google Disavow Tool) توفر خيار حذف ملف الروابط الخلفية المرفوضة، لكن ليس من الواضح ما إذا كان غوغل يحتفظ بنسخة من هذا الملف أم لا، وما إذا كان حذف هذا الملف يعيد تفعيل الروابط الخلفية فيه مباشرة أم أنها تحتاج مدة من الزمن، لذلك من الأفضل التأكد تماماً من الروابط التي نريد التخلص منها لأن التراجع عن هذه الخطوة ليس بنفس السهولة.

هل يمكنني تحديث ملف الروابط الخلفية المرفوضة؟

نعم، لذلك يجب الاحتفاظ بنسخة من ملف المفكرة الذي تم رفعه سابقاً على أداة رفض الروابط الخلفية الخاصة بغوغل، بحيث يمكنك إضافة الروابط الجديدة إلى الملف ثم استبداله بهذه الأداة بالضغط على خيار (Replace) ورفع الملف الجديد.

أيهما أفضل، إزالة الروابط الخلفية أم استخدام أداة رفض غوغل؟

من توصيات غوغل هي محاولة إزالة الروابط الخلفية بالتواصل مع صاحب الموقع المعني قبل اللجوء إلى استخدام أداة رفض الروابط الخلفية. لكن إذا تعذر ذلك لسبب من الأسباب فلهذا الغرض وُجدت هذه الأداة.

لا تريد خوض هذه الرحلة بنفسك؟ تواصل معنا، نحن نقوم بكل ما سنذكره في هذا الدليل وزيادة لضمان نجاح حملاتك التسويقية.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *