عند الحديث عن مواقع التواصل الاجتماعي فهناك الكثير من المنصات التي يمكن أن نذكرها، لكل منها فئة من الجماهير الذين يفضّلونها، لكن إذا ركزّنا على منصة تيكتوك تحديداً فأهم ما يميزها هو الشعبية السريعة التي حصدتها وعدد المستخدمين الذي تجاوز المليار خلال فترة قياسية، ولا تُظهر هذه المنصة إلى الآن أي مؤشرات للتباطؤ أو التوقف، وبالطبع جعل ذلك منها ميداناً للشركات لكي تسوّق لمنتجاتها وتنشر علامتها التجارية.
بالتأكيد مع كل هذا النشاط على تيكتوك المنافسة محتدمة، وجذب انتباه المستخدم ليس بالأمر السهل، فأمامه بحر من مختلف أنواع المحتوى؛ لذلك فالتسويق الفعّال على هذه المنصة والتألق من بين المنافسين يحتاج إلى خطة تسويق محكمة وليس نشراً عشوائياً.
في هذا المقال سنناقش بعض الاستراتيجيات التي يمكن تطبيقها للحصول على التفاعل المطلوب من الجهود التسويقية على منصة تيكتوك.
جدول المحتوى
10 استراتيجيات لنمو سريع على منصة تيكتوك
إليك بعض الممارسات التي يجب اتباعها لحصد ثمار تسويق ناجح والحصول على اهتمام وتفاعل المستخدمين على منصة تيكتوك:
أولاً: معرفة الجمهور المستهدف
هذه القاعدة أساسية لأي مجهود تسويقي على مختلف القنوات، تتم بجمع المعلومات عن الجمهور المستهدف بما في ذلك أعمارهم واهتماماتهم وهواياتهم وتحدياتهم، وبناء ما يُعرف بنموذج شخصية العميل (Persona)، وهو بمثابة توصيف للعميل المثالي الذي يتم استهدافه بالمواد التسويقية.
لا يمكن صناعة محتوى يترك انطباعاً قوياً ويشد انتباه المشاهد دون معرفة ما يثير اهتمامه، وإجراء بحث موسع حول ما يرغب بمشاهدته، وطبيعة نشاطه ونمط تصرفاته على المنصة، ونوع الفيديوهات الذي يقف عنده قبل المسح للأعلى والانتقال إلى الفيديو التالي، وبذلك يمكن إعداد محتوى ورسالة تسويقية تخلّف أثراً لدى المشاهد وتقنعه باقتناء منتجات من علامتها التجارية.
ثانياً: وضع خطة محتوى مُحكمة
المحتوى الشائع على منصة تيكتوك هو الفيديوهات القصيرة التي تتراوح ما بين 30 ثانية إلى ثلاث دقائق، الطابع العام لهذه الفيديوهات هو المحتوى الإبداعي التفاعلي المسلي الذي يتم صناعته من قبل الأشخاص العاديين لمشاركة لحظات من حياتهم اليومية وبناء ثقافات ومجتمعات عالمية بين المشاهدين وصنّاع المحتوى.
الاستغلال الأمثل لخوارزمية تيكتوك والحصول على مستويات الوصول والتفاعل المطلوبة تكون بالفهم الصحيح لطبيعة المحتوى الشائع على هذه المنصة، ووضع خطة محتوى تزيد الوعي بالعلامة التجارية وتوصل رسالة الشركة، مع الحفاظ على الاندماج بالجو العام لمنصة تيكتوك، وتشجيع المتابعين على التفاعل وصناعة المحتوى المتعلق بعلامة الشركة التجارية وإعادة نشر هذا المحتوى على حسابات الشركة الرسمية.
ثالثاً: المشاركة في التحديات والترندات
منصة تيكتوك هي من أكثر الأماكن التي تظهر فيها الترندات وتنتشر إلى المنصات الأخرى، وتجذب انتباه الملايين في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الرقصات والمقالب والتحديات ووصفات الطعام وغيرها، هذه الترندات تمثل فرصة أمام الشركات للمشاركة فيها وزيادة ظهورها ووصولها إلى الجماهير.
من الضروري البقاء نشطاً على هذه المنصة والاطلاع على كل ما هو جديد ورائج لاكتشاف الترندات الحديثة، وخاصة تلك التي توافق مجال عمل الشركة وتثير اهتمام جمهورها المستهدف، والمشاركة في هذه الترندات للاستفادة من شعبيتها المؤقتة، مع وضع لمسة الشركة الخاصة.
رابعاً: التعاون مع المؤثرين وصنّاع المحتوى
التعاون (Collaboration) على تيكتوك هو وسيلة ممتازة للتفاعل مع المستخدمين الآخرين وصناعة محتوى مميز ومسلي. يتم ذلك بتعامل اثنين أو أكثر من المستخدمين بصناعة المحتوى من قبل كل مستخدم على حدى ودمجهم فيما بعد أو بالعمل سوياً على أرض الواقع.
لهذا التعاون الكثير من الفوائد لجميع الأطراف المشاركة، فهو يزيد من الوصول إلى جمهور أوسع ويبني العلاقات مع صنّاع المحتوى الآخرين، ويساعد على بناء الموثوقية والحصول على المزيد من المتابعين والتفاعل على الفيديوهات.
للحصول على أفضل نتائج من التعاون مع المؤثرين يجب البحث عن صنّاع محتوى في نفس المجال الذي تعمل به الشركة، وبذلك يتم استهداف جمهور له اهتمامات موافقة وقريب من نموذج العميل المثالي.
خامساً: استخدام الهاشتاغ
استخدام الهاشتاغ (#) هو ممارسة مهمة لكل منصات التواصل الاجتماعي، فهو بمثابة كلمات مفتاحية تساعد المستخدمين على إيجاد فيديوهات لها سمات مشتركة.
خوارزمية تيكتوك هي من الأفضل على الإطلاق، وهي ترجح للمستخدم محتوى بناءً على اهتماماته ونشاطه على المنصة، لذلك فإن استخدام الهاشتاغات الصحيحة الموافقة لمجال عمل الشركة ومحتواها يساعدها على الوصول بشكل طبيعي إلى الصفحة الرئيسية للفئة المطلوبة من الجماهير الأكثر اهتماماً بما تقدمه الشركة.
من الأمور التي يُنصح بتجنبها هو استخدام نفس الهاشتاغات مراراً وتكراراً على الفيديوهات، فذلك يجعل حساب الشركة معرّضاً لأن يتم تمييزه كحساب مزعج (Spam) من قبل الخوارزمية ويؤثر ذلك سلباً على وصول المحتوى، لذلك الأفضل هو تجربة عدة هاشتاغات على أنواع مختلفة من المحتوى وإيجاد الهاشتاغات التي تعطي نتائج أفضل.
سادساً: تتبع مؤشرات الأداء (KPI)
متابعة مؤشرات قياس الأداء ضرورية لأي مجهود تسويقي على مختلف القنوات، وفي منصة تيكتوك هذه الخدمة موجودة ضمن حزمة أدواتها، بالضغط على زر الخيارات ثم على زر (Creator Tools) وبعدها خيار (Analytics). هذه المقاييس تعطي الكثير من المعلومات عن الوصول والمتابعين والإعجابات والمشاهدات والنمو وغيرها.
يجب مراقبة هذه المؤشرات بشكل دوري منتظم لتحديد أشكال المحتوى التي تحظى بأعلى نسبة تفاعل، فأنماط تصرفات المستخدمين على منصة تيكتوك تتغير بسرعة وباستمرار، ويجب متابعتها بانتظام لإجراء التعديلات على الاستراتيجية التسويقية أينما تطلّب الأمر.
سابعاً: مراقبة المنافسين والتعلم من تجاربهم
مراقبة المنافسين هي من الممارسات الأساسية في عالم التسويق الرقمي. مثلما أن على الشركات مراقبة منتجات وخدمات الشركات المنافسة ومستوى أدائها في السوق، أيضاً عليها مراقبة المنافسين على تيكتوك ودراسة ما يجعل فيديوهاتهم رائجة والتعلم من تجاربهم الناجحة والفاشلة على حد سواء.
إيجاد المنافسين يكون بالبحث في سوق العمل عن الشركات التي تقدم منتجات وخدمات مماثلة والبحث أيضاً في الهاشتاغات ذات الصلة، والدخول إلى حساباتهم الرسمية وإيجاد الفيديوهات التي تحظى بأعلى نسبة تفاعل وتحديد العوامل التي تجعل هذه الفيديوهات رائجة ليتم تطبيقها في حملة الشركة التسويقية، وأيضاً تحديد الممارسات التي تؤثر سلباً على المنافسين ليتم تفاديها في المستقبل.
ثامناً: التوازن بين المحتوى العضوي والممول
المحتوى العضوي هو وسيلة ممتازة ومجانية لزيادة الوعي بالعلامة التجارية من خلال الوصول والتفاعل مع المستخدمين باستخدام فيديوهات وبثوث مباشرة ترجّحها المنصة في صفحتهم الرئيسية، أما المحتوى الممول فهو الفيديوهات التي يتم نشرها من قبل مؤثرين لترويج منتجات وخدمات شركة ما.
السر يكمن في إيجاد التوازن بين هذين الصنفين، فالشركة التي تعتمد كثيراً على المحتوى المدفوع لا تنال رد الفعل المطلوب من المتابعين، فالمحتوى العضوي يبني المصداقية والثقة مع المستخدمين ويقلل من تكاليف التسويق، لكن أيضاً لا يمكن تجاهل التأثير الذي يملكه المؤثرون على متابعيهم والوصول الذي يمكن أن تكسبه الشركة وزيادة المبيعات من التعامل معهم.
بناءً على كل ذلك يمكن القول أن الشركة الناجحة هي التي تجد المتوسط الفعّال بين شكلي المحتوى العضوي والممول.
تاسعاً: التفاعل مع المتابعين
التفاعل مع المتابعين يبدأ بإعداد المحتوى الذي يتوافق مع اهتماماتهم، وبناء مجتمع يضم أشخاص تجمعهم اهتمامات مشتركة على هذه المنصة، والتفاعل مع هؤلاء المتابعين بالرد على تعليقاتهم ورسائلهم وأخذ تقييماتهم ومقترحاتهم وإعادة نشر المحتوى المصنوع من قبلهم على حسابات الشركة الرسمية.
كل هذه الممارسات تُشعر المتابع بتقدير الشركة له وتزيد في معدل التفاعل مع محتواها.
عاشراً: النشر المستمر
النشر المستمر على منصة تيكتوك يزيد من احتمالية ملاحظة الخوارزمية لحساب الشركة وترجيح محتواها للمستخدمين بشكل عضوي في صفحتهم الرئيسية، وبذلك يزيد الوعي بالعلامة التجارية ويزيد الوصول إلى عدد أكبر من المستخدمين وبناء علاقات طويلة الأمد معهم.
يتم رفع ملايين الفيديوهات على منصة تيكتوك يومياً، والشركة التي لا تنظم جدولاً للنشر المستمر سيتم نسيانها من قبل المتابعين وسط كل هذا الضجيج الرقمي وستنخفض معدلات التفاعل مع محتواها، لذلك فإن النشر المنتظم مهم جداً لكي يبقى اسم الشركة وعلامتها التجارية في أذهان المتابعين وفي مقدمة صفحاتهم الرئيسية.