اشترك بنشرتنا البريديّة
واحصل على كوبون خصم 10$ على أيّ منتج رقميّ ضمن مكتبتنا.
لكل رائد أعمال يدير متجراً إلكترونياً، هناك عدد كبير من المقاييس التي يجب تتبعها من أجل اتخاذ قرارات محكمة ووضع خطط تسويقية أفضل، وتفادياً لأي مشاكل أو مفاجآت غير متوقعة في المستقبل، من هذه المقاييس الهامة لدينا قيمة العميل الدائمة.
قيمة العميل الدائمة تعطيك فكرة عن ما يمكنك توقعه من الزبون العادي طوال فترة تسوّقه من متجرك. سنتحدث في هذا المقال عن مفهوم قيمة العميل الدائمة وأهميتها وكافة التفاصيل التي تدخل في حسابها.
قيمة العميل الدائمة (CLV) تسمى أيضاً قيمة عمر العميل هي حجم المبيعات الذي تتوقع الشركة الحصول عليه من الزبون الواحد طوال فترة حياته أو فترة تعامله مع الشركة.
تعطي قيمة العميل الدائمة فكرة عن مدى ولاء الزبائن للشركة، فكلما زادت هذه القيمة كان ذلك مؤشراً على ولاء العملاء لعلامة الشركة التجارية، مما يساعدها في وضع الاستراتيجية التسويقية للشركة على كلٍّ من المدى القصير والبعيد، وتطبيق ممارسات تساهم في الاحتفاظ بالعميل الحالي، فالبيع لزبائن سابقين أسهل وأقل كلفة بكثير من جذب عملاء جدد.
تكلفة اكتساب العميل هي حجم الإنفاق الذي تبذله الشركة لتجذب عميلاً جديداً. لكل من هذين المؤشرين خصائصهما واستقلاليتهما، لكن يمكن مقارنتهما ببعضهما لتحديد حجم المال الذي يمكن إنفاقه على الحملات التسويقية لجذب عملاء جدد مع الحفاظ على ربح مقبول يتناسب مع الأهداف الموضوعة للشركة.
هذا المعيار يتم حسابه على شكل نسبة تساوي (قيمة العميل الدائمة/تكلفة اكتساب العميل)
وسطياً يمكن القول أن نسبة (3:1) لهذا المعيار هي نسبة جيدة، أي أن كل 1$ يتم إنفاقه لجذب عميل جديد يولّد مبيعات تعادل 3$. كلما نقصت هذه النسبة وأصبحت قريبة من (1:1) فذلك دليل على أن الشركة تنفق الكثير من المال لجذب العملاء دون الحصول على ربح كافٍ ولذلك يجب أن تعدّل على سياستها التسويقية.
وأما إذا زاد هذه النسبة كثيراً ووصلت لما يقارب (6:1) فهذا يدل على أن الشركة لا تنفق ما يكفي على الحملات التسويقية، وهي تضيع على نفسها الكثير من فرص جذب زبائن جدد.
الحفاظ على العميل هو مؤشر على نسبة الزبائن الذين حافظت الشركة عليهم خلال فترة من الزمن. هذان المفهومان متلازمان وبينهما علاقة تناسب طردي، ويعملان بشكل مشترك على وضع خطة نمو للشركة.
كما أن توظيف هذين المؤشرين يساعد على تقسيم قاعدة الزبائن وتحديد العملاء الأعلى لقيمة (CLV) والأكثر إنفاقاً على متجر الشركة، بحيث يتم تركيز جهود الحفاظ على هذه الشريحة من العملاء الأكثر جلباً للأرباح.
تتبّع قيمة العميل الدائمة والعمل على زيادتها له الكثير من الفوائد، منها:
هذا هو جوهر الاهتمام بقيمة هذا المؤشر، فكلما زاد عدد سنوات تعامل الزبون مع الشركة وزادت قيمة مشترياته من متجرها ولّد ذلك مزيداً من المبيعات والأرباح للشركة.
تتبع هذا المؤشر يساعد على تحديد القيمة التي يجلبها كل زبون للشركة، والاستفادة من هذه المعطيات بتقسيم الجماهير إلى فئات، واستخدام ممارسات مناسبة لكل فئة تحث على تكرار عمليات الشراء وتركّز على الشرائح الأكثر إنفاقاً وتوليداً للأرباح.
كما سبق وذكرنا، جذب عميل جديد يكلّف أضعاف ما يكلّفه البيع لزبون سابق، ومع احتدام المنافسة والعدد الكبير من المتاجر التي تفتح كل يوم أصبحت هذه التكاليف أعلى من أي وقت مضى.
لذلك يجب تخصيص جزء من الجهود على زيادة القيمة التي يمكن اكتسابها من العميل طوال فترة تعامله مع الشركة، والتركيز على كل الجوانب التي تعطي العميل أفضل تجربة مستخدم لإبقائه سعيداً والحصول على أطول عمر ممكن لهذه العلاقة، فضلاً عن أن الزبون الراضي هو أفضل أداة تسويق شفوي (Word Of Mouth) والتي تجلب الكثير من العملاء الجدد دون أي تكاليف إضافية.
مراقبة هذا المؤشر تساعد على تحديد المشاكل التي تؤثر على مبيعات الشركة إجمالاً.
مثلاً: لو سجلنا انخفاضاً في قيمة العميل الدائمة ولاحظنا أن غالبية الزبائن لا تجدد الاشتراك بخدمة ما عند نهاية فترة الاشتراك الأولى، عندها يمكننا تسهيل عملية التجديد هذه بتقديم عروض عليها أو برامج ولاء تشجع العميل على العودة والاستمرار في استخدامه لهذه الخدمة. وفي حالة المتاجر الإلكترونية يمكننا تقديم منتجات أكثر جذباً لاهتمام الزبائن وتقديم برامج النقاط التي يستفيدون منها كلما كرروا مرّات الشراء.
دراسة مؤشر قيمة العميل الدائمة تساعد على فهم أنماط تصرفات الزبائن، ما هي تفضيلاتهم وعاداتهم الشرائية؟ أي المنتجات أكثرها طلباً من قبل العملاء عالي الجودة؟ أي المنتجات أكثر توليداً للأرباح؟ أي نوع من الزبائن هو الأفضل والأكثر جلباً للمبيعات والأرباح؟
بالإجابة عن هذه الأسئلة يسهل تقسيم الجماهير إلى شرائح، وتحديد أفضلها وأكثرها ملائمة لمجال عمل الشركة وبناء نموذج شخصية عميل مثالي، والاستفادة من كل هذه المعطيات في الاستراتيجيات التسويقية لجذب هذا النوع من العملاء والحصول على أفضل عائد على الجهود المبذولة.
تتبع قيمة العميل الدائمة يساعد على توقع التدفق المالي في الشركة وتقدير حجم المبيعات الذي سيتم تحصيله خلال فترة زمنية معينة، وبالتالي نحصل على معطيات أوضح لتخصيص الميزانيات المُنفقة على كل من الحملات التسويقية وبرامج الحفاظ على العملاء وخدمة الزبائن وغيرها.
الفهم الصحيح لقيمة العميل الدائمة يعطي فكرة عن القيمة التي يكسبها الزبون من كلٍّ من المنتجات والخدمات التي يحصل عليها، بذلك تحصل الشركة على معطيات تساعدها على تطوير هذه المنتجات، وتحسين جميع جوانب الخدمة التي يتلقّاها العميل لتقدم له أفضل تجربة مستخدم.
لحساب قيمة العميل الدائمة نستخدم المعادلات التالية:
قيمة العميل الدائمة (CLV) = قيمة العميل*وسطي عدد سنوات العلاقة مع العميل
قيمة العميل = القيمة الوسطية للطلب*وسطي عدد مرات الشراء السنوية
تطبيق هذه المعادلات وحساب المتغيرات فيها يتم وفق الخطوات التالية:
يتوجب التنويه إلى أننا قمنا بحساب قيمة العميل الدائمة على أساس سنوي، لكن ذلك ليس إلزامياً، فبعض مجالات الأعمال -مثل المطاعم والمقاهي- تشهد تواتر تعاملات أكثر تكراراً من بعض المتاجر الأخرى، وبذلك يمكن حساب قيمة العميل الدائمة على أساس أسبوعي أو شهري.
هناك مجموعة من الأخطاء التي يمكن أن تؤثر سلباً على حساب قيمة العميل الدائمة وعلى الاستفادة من هذه القيمة، نذكر منها:
حساب قيمة العميل الدائمة ليس نهاية العملية بل هو البداية فحسب، لذلك يجب تحديد الهدف من حسابها وتوظيفها في استراتيجية التسويق المستقبلية، سواء كان ذلك بتقدير الحدود المقبولة للإنفاق لجذب العملاء الجدد، أو تحديد فئة العملاء الأعلى قيمة دائمة وتركيز جهود التسويق على هذه الفئة، أو تحديد الميزانية المتاح إنفاقها على ممارسات الحفاظ على العميل وغيرها.
من الطبيعي في أي مجال عمل لأي شركة أن لا يتساوى جميع الزبائن بحجم الإنفاق والقيمة التي يجلبونها للشركة، معاملة جميع هؤلاء الزبائن بنفس النظرة عند حساب قيمة العميل الدائمة سيولّد نتائج غير دقيقة، ولن يتم تركيز الجهود التسويقية في المكان الصحيح مستقبلاً.
هناك حد منطقي لحجم الربح الذي يمكن الحصول عليه من الزبون الواحد وعدد سنوات تعامله مع الشركة، عادة ما يكون من سنتين إلى ثلاث سنوات. المبالغة في تقدير هذه الفترة سيعطينا قيمة عميل دائمة ضخمة وغير دقيقة قد تقودنا إلى عواقب مالية وخيمة، كأن تدفعنا هذه القيمة إلى الإنفاق الزائد على الحملات التسويقية دون الحصول على عائد على الاستثمار كافٍ ليغطي هذه النفقات الآنية، مما يؤدي إلى الإفلاس قبل الاستفادة من الفترة المقدّرة للعلاقة مع العميل.
عند محاولة زيادة قيمة العميل الدائمة من الممارسات المتبعة هي تقديم العروض والتخفيضات التي تجذب العميل لاستمرار تسوّقه من الشركة و تطيل في عمر العلاقة بينهما، لكن المبالغة في ذلك قد تكلّف الشركة الكثير من المال وتضر بأرباحها على المدى البعيد، فذلك يدرّب الزبائن على أن هذه التخفيضات هي الوضع الطبيعي لأسعار منتجات الشركة، وعدد كبير من هؤلاء الزبائن قد يكون دافعه الوحيد هو العروض التي تقدمها الشركة وسوف يرتد عنها إذا ما عادت الأسعار إلى وضعها الطبيعي.
من الخاطئ معاملة قيمة العميل الدائمة كمؤشر ثابت يُحسب مرة واحدة، فهناك الكثير من العوامل المتغيرة التي يمكن أن تؤثر عليها، فالعالم يتغير ومعه يتغير الاقتصاد العالمي وأسعار الخدمات والمنتجات وتفضيلات وعادات الزبائن والأشياء الرائجة (Trends) وغيرها.
لذلك يجب إيجاد وتيرة الحساب المناسبة التي تتوافق مع مجال عمل الشركة، بعض الشركات لها مجال سريع ومتقلب يحتاج حساب قيمة العميل الدائمة بشكل شهري أو ربع سنوي، البعض الآخر أكثر استقراراً ولذلك تُحسب بشكل سنوي.
بسبب هذه التقلبات من الطبيعي أنه لن يسير كل شيء كما هو مخطط له، والتغيرات الكبيرة بين القيم في كل مرة حساب ليس مشكلة تدعو للخوف، بل إن ذلك بمثابة فرصة لدراسة العوامل التي سببت هذه التغيرات وإيجاد السبل المناسبة للاستفادة من هذه المعطيات في المستقبل.
بعد أن تعرّفنا على قيمة العميل الدائمة وتفاصيلها، إليك بعض الممارسات التي تساهم في رفعها:
تسمى هذه العملية بتأهيل العملاء (Customer Onboarding) وتبدأ بعد قيام العميل بأول عملية شراء، حيث يتم تعريف العميل بالعلامة التجارية ومختلف المنتجات والخدمات التي تقدمها والقيمة التي يمكن أن يكتسبها وفوائد التعامل مع هذه الشركة.
أهم الأدوات التي تساهم في هذه العملية هي الموقع الإلكتروني ذو التصميم الفريد والواضح الذي يسهل على العميل استكشاف ما يقدمه له، وأدوات التسويق بالبريد الإلكتروني التي ترسل الرسائل للزبائن تلقائياً بما فيها من الرسائل الترحيبية ورسائل العروض التي تعرّف العميل على كل ما هو جديد. كل هذه الأمور تضع حجر الأساس وإطار العمل لبناء العلاقات مع الزبائن على المدى البعيد.
زيادة القيمة الوسطية للطلب هي من أفضل الأساليب المباشرة لتطوير قيمة العميل الدائمة، وهناك الكثير من النصائح للقيام بذلك، منها:
أصبح من الضروري للشركات العاملة في مجال التجارة الإلكترونية الاستثمار في نظام إدارة العلاقات مع الزبائن (Customer Relationship Management)، يتيح هذا النظام للشركة تتبع كافة بيانات الزبائن بما في ذلك معلوماتهم الشخصية وتاريخ مشترياتهم وتفاعلاتهم مع الشركة، وبذلك تصبح الشركة أفضل اطلاعاً على حاجات ورغبات كل زبون، وتلبية كل ما يلزمه بناءً على ذلك.
بدخول منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة التسويق أصبحت جزءاً أساسياً من التواجد الرقمي لأي شركة، وعليها أن تتفاعل مع الجماهير على هذه المنصات وتجيب عن استفساراتهم وتساؤلاتهم، ومشاركة المحتوى الإبداعي للزبائن على الحسابات الرسمية للشركة وإضفاء طابع شخصي على التعاملات معهم، ونشر المحتوى التفاعلي الذي يمكن للزبائن أن يشعروا بصلة معه.
كل هذه الأساليب هدفها التألق من بين المنافسين وجعل الزبون يشعر بأنه مميز وله تقدير خاص من الشركة وأنه جزء من علامتها التجارية، فالعلاقة التي تكون على أساس العمل فقط بين الزبون والشركة هي غالباً لن تدوم طويلاً.
جودة خدمة العملاء هي من أهم العوامل التي تدفع العميل إلى تكرار مرات الشراء من الشركة وتطيل علاقته معها، لذلك من الضروري الحرص على إعطاء انطباع إيجابي عن كل تعامل بينها و بين الزبون.
من الوسائل المفيدة في ذلك تقديم الدعم للزبون على كافة القنوات سواء كان ذلك بالاتصال الهاتفي أو المحادثة أو البريد الإلكتروني أو إحدى منصات السوشال ميديا، وذلك لتسهيل التواصل مع الزبون على القناة التي يفضل استخدامها.
يجب أيضاً تدريب موظفي خدمة الزبائن على الاستماع لشكاوى الزبائن والتعاطف معهم بصدق، والاستفادة من نظام إدارة العلاقة مع الزبائن (CRM) لإضفاء طابع شخصي على الدعم الذي يقدمونه لهم، وأخذ تقييمات ومراجعات العملاء وتوظيفها في تحسين تجربة العميل في المستقبل.
السر في ذلك هو جعل الوقت اللازم لتلبية احتياج الزبون أقصر ما يمكن قبل أن يتحول اهتمامه إلى منافس آخر، للقيام بذلك يوجد عدة أساليب يمكن اتباعها مثل: توظيف تقنيات الرد التلقائي والمحادثة المباشرة وبوتات الدردشة (Chatbots) ونشر المحتوى التثقيفي الشامل الذي يجيب على أي تساؤل لدى الزبون، والبقاء نشطاً على مختلف القنوات للتفاعل مع الجماهير كلما سنحت الفرصة.
الاستماع إلى الآخرين وأخذ وجهة نظر جديدة قد يكون أفضل أداة لتطوير الخدمة. يمكن القيام بذلك عن طريق توظيف نظام مراجعات (Feedback) يترك الزبائن من خلاله تقييماتهم ويطرحون مشاكلهم واستفساراتهم على شكل تذكرة (Ticket)، يساعد هذا النظام الشركة على اكتشاف النقاط التي تحتاج إلى صقل وتحسين في جوانب الخدمة التي تقدمها.
أيضاً يمكن تقديم الاستبيانات للزبائن وإفساح المجال أمامهم ليكتبوا ويعطوا آراءهم حول ما يمكن تطويره، والاستفادة من هذه الأفكار بتحسين الخدمة في المستقبل، والحرص على إعطاء الفضل لأصحاب الأفكار المبدعة بالتواصل معهم أو إرسال جوائز معنوية.
هذه الممارسات تُظهر للزبائن أن الشركة جاهزة دائماً للاستماع لحل أي مشكلة وتقديم أفضل تجربة للمستخدم.