اشترك بنشرتنا البريديّة
واحصل على كوبون خصم 10$ على أيّ منتج رقميّ ضمن مكتبتنا.
إذا قُمتَ بإعداد منتج ما أو صقلت مهارتك في تقديم خدمة معينة يمكن للعملاء أن يستفيدوا منها، وأنشأت شركتك الخاصة وبدأت بالبحث عن وكالة تسويق رقمي تساعدك على تسويق عملك وجذب الزبائن إليك، سيعترضك في خضم أبحاثك عن الوكالة المناسبة بعض الوكالات التي تقدّم الوعود لزبائنها وتضمن نتائج إيجابية وعوائد كبيرة على الاستثمار خلال فترة معينة من الزمن.
فهل يمكن حقاً لوكالات التسويق الرقمي أن تضمن الربح للشركات التي تتعامل معها؟ أم أن هناك عوامل كثيرة يجب أخذها بالحسبان لرسم العلاقة بين الشركات ووكالات التسويق؟ هذا ما سنتحدّث عنه في هذا المقال.
الإجابة القصيرة على ذلك السؤال هي لا. أي وكالة تسويق رقمي ذات خبرة ومكانة مرموقة لن تقوم بضمان النتائج، لأنه من المستحيل توقع ما سيحصل في سوق العمل، فهناك الكثير من المتغيرات في مجال التسويق الرقمي التي تجعل منه ميداناً حركياً يصعب توقع نتائجه.
أي علاقة بين شركة ووكالة تسويق رقمي تُبنى على أساس ضمان الأرباح ستكون علاقة غير مستقرة وسيعترضها الكثير من المشاكل، وسنخوض معاً في التفاصيل التي تجعل تقديم الضمانات المسبقة أمراً خاطئاً وغير أخلاقي.
تعمل الوكالات على إنجاح الحملات التسويقية للشركات بكل ما تملكه من خبرة ومعرفة بسوق العمل، لكن هناك العديد من العوامل الخارجة عن سيطرتها. من الأسباب التي تجعل ضمان النتائج مستحيلاً:
يمكنك أن تثق بأن وكالة التسويق الجيدة ستطبّق أفضل الممارسات وستكرّس جهدها ووقتها لإنجاح الحملات التسويقية على منصات السوشال ميديا، وإعداد الموقع الإلكتروني ليكون في الصفوف الأولى في نتائج محركات البحث، لكن بالنهاية، خوارزميات هذه المنصات هي العامل الحاسم في ما يشاهده الجمهور وكيف ومتى يحصل ذلك.
المنصات أمثال غوغل وفيسبوك وغيرها تقوم بتحديث خوارزمياتها باستمرار لتقدم أفضل تجربة مستخدم، وبحيث تظهر له نتائج بما يتوافق مع نشاطه عليها، أي إذا قام شخصان بالبحث عن نفس الموضوع قد يظهر لهما نتائج مختلفة بحسب موقعهما الجغرافي وتاريخ البحث وغيرها الكثير من العوامل، ذلك يجعل من الصعب توقع النتائج التي ستولّدها هذه الخوارزميات وبالتالي لا يمكن تقديم الضمانات.
ما يمكن القيام به هو اختيار وكالة التسويق المناسبة التي تملك الخبرة والمعرفة في التعامل مع هذه المنصات، والتي ستطبّق أفضل الممارسات والاستراتيجيات لتعطي الشركة أفضل فرصة لنجاح حملاتها التسويقية.
مثلما أنك تسعى لتكون صفحات موقعك الإلكتروني في أوائل نتائج محركات البحث، كذلك الشركات الأخرى تنافس للحصول على مركز في هذه النتائج، فالتسويق الرقمي هو ميدان مفتوح تنافسي ويعطي فرصة للجميع.
حتى ولو احتفظت الشركة بمكانها في الصفحة الأولى لنتائج محركات البحث لفترة من الزمن، أو كان لها تواجد قوي على بعض منصات السوشال ميديا، يمكن للشركات المنافسة أن توظف وكالات متخصصة في الإعداد لمحركات البحث (SEO) والتسويق على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن تستثمر في حملات تسويقية على هذه المنصات تمكّنها من أخذ المراكز الأولى وبناء تواجد وظهور أقوى من تلك الشركة.
يمكن لوكالات التسويق أن تفعل كل ما بوسعها لتهيئة موقع الشركة الإلكتروني لمحركات البحث وإعداد حملات الإعلانات المدفوعة وغير ذلك لمحاولة استعادة مركز الشركة، لكن لا يمكنها التحكم بسوق العمل ولا بما يقوم به المنافسون.
لكل شركة أهدافها ووضعها الخاص، فلا يوجد في سوق العمل مجموعة من الأهداف والحلول التي تناسب جميع الشركات في ذات المجال وترسم مسار عمل واضح لها، إذا عملت الشركة بهذه الطريقة واعتمدت على أهداف وحلول لشركات أخرى في نفس المجال قد تجد أنها لا تحقق التطور الذي تحتاجه والنمو الذي تطمح إليه.
مثلاً: لنفترض أن وكالة التسويق قامت بتقديم ضمان بزيادة معدل فتح رسائل تسويق البريد الإلكتروني بنسبة 10%، ماذا لو أن المشكلة ليست بمعدل فتح رسائل البريد الإلكتروني بل معدل التحويل هو الذي يحتاج إلى تحسين؟ الإجراءات التي تحتاج الوكالة إلى القيام بها لتحسين معدل التحويل مقارنة مع إجراءات زيادة معدل الفتح مختلفة تماماً، وهذا المثال هو غيض من فيض.
هناك عشرات وربما مئات الأهداف التي يمكن للشركات أن تسعى لتحقيقها، وكالة التسويق الرقمي الجيدة ستستثمر الوقت والجهد لدراسة الوضع الحالي للشركة وتحديد الأهداف التي تناسب كل مرحلة نمو تمر بها الشركة، وليس تقديم الضمانات المسبقة دون معرفة حاجات الشركة التسويقية والتحديات التي تواجهها.
صحيح أن خبرة وكفاءة وكالة التسويق تلعب دوراً كبيراً في إنجاح الحملات التسويقية للشركة، لكن هناك الكثير من العوامل الأخرى الخارجة عن سيطرة الوكالة والتي تلعب دوراً في ذلك، لهذا فإن تقديم الضمانات يضع توقعات قد لا تنجح الوكالة في تحقيقها، وذلك يجعل العلاقة بين الشركة ووكالة التسويق عرضة للمشاكل وعدم الاستقرار.
العلاقة الصحية بين وكالة التسويق الجيدة والشركة تكون مبنية على النزاهة والشفافية، ووضع الأهداف والتوقعات المنطقية، والتعاون معاً جنباً إلى جنب لضمان علاقة عمل مثمرة.
وكالة التسويق لا تملك سيطرة مطلقة على القنوات والمنصات التي تدير الحملات التسويقية عليها، فكيف يمكنها أن تضمن النتائج؟
الوكالة التي تقدم الوعود الإيجابية في سبيل ضمان علاقة العمل مع شركات الزبائن؛ لا يمكن وصف ذلك سوى بأنها ممارسة غير أخلاقية. التصرّف الأخلاقي في هذه الحالة هو وضع الشركة في صورة الوضع والشرح عن الخيارات التي تملكها، وتقديم كل ما تملكه من المعرفة والخبرة في سبيل إنجاح الجهود التسويقية للشركة.
عندما يتعامل رائد أعمال يدير شركة مع وكالة تسويق، قد يقوم بطرح أسئلة من هذا القبيل:
هذه الأسئلة وغيرها الكثير مبنية حول العائد على الاستثمار (Return On Investment)، رائد الأعمال يريد أن يتأكد أن استثماره للوقت والجهد والأمل سيعود عليه بالأرباح، وهذا منطقي من وجهة نظره، لكن على أرض الواقع هذه الأسئلة غير منطقية، فهناك الكثير من المتغيرات التي لا يمكن توقعها والخارجة عن سيطرة وكالة التسويق.
عوضاً عن طرح أسئلة تتعلق بالعائد على الاستثمار مباشرة، يجب طرح أسئلة تخص الوكالة تحديداً مثل:
الأسئلة يجب أن تكون من هذا القبيل، هدفها قياس خبرة الشركة وكفائتها وقدرتها على تحقيق الأهداف الموضوعة، وليس أسئلة حول أمور خارجة عن السيطرة ولا يمكن لأحد أن يضمنها مثل العائد على الاستثمار.
التسويق هو أداة لنشر الوعي بالعلامة التجارية وجذب العملاء وغيرها من الأهداف، لكن الأساس والجوهر الذي يقوم عليه عمل الشركة هو جودة المنتج أو الخدمة التي يحصل عليها الزبون، فالتسويق ليس عصاً سحرية تحل جميع المشاكل إذا لم تكن الشركة بالمستوى المطلوب مهما بلغت خبرة الوكالة وكفاءتها في أداء عملها.
الأجدر هو تكريس الجهود لصقل الخدمة التي تُقدم إلى الزبون وإعداد منتج جيد لينافس المنتجات في السوق قبل اللجوء إلى وكالة تسويق وإضاعة الوقت والموارد.
بدلاً من البحث عن وكالة تسويق تعطيك الآمال الفارغة والوعود بالنتائج الفورية، إليك مجموعة من الأشياء التي يمكن للوكالة أن تضمنها والتي يجب عليك البحث عنها:
ما الذي عليك فعله إذا صادفت وكالة تسويق تعدك بالنتائج والعوائد الكبيرة على الاستثمار؟ ابتعد عنها وتابع بحثك، فاختيار وكالة تسويق هو قرار مهم يحتاج إلى الدراسة والتأنّي، وأنت تستحق وكالة تسويق صادقة ونزيهة تبدأ معك علاقة عمل صحيّة مبنية على الثقة والشفافية، فلا يوجد في هذا العالم استثمار خالٍ تماماً من أي مخاطر، ولو كان هذا هو الواقع لما كانت ميدان التسويق الرقمي بهذه التنافسية الكبيرة.