اشترك بنشرتنا البريديّة
واحصل على كوبون خصم 10$ على أيّ منتج رقميّ ضمن مكتبتنا.
في هذا العصر الذي يحتدم فيه سباق الشركات لكسب الزبائن ويكثر فيه المنافسون، لم يعد كافياً بناء الشركة على أرض الواقع وتطوير خدماتها ومنتجاتها، فالعدد الأكبر من العملاء المحتملين يتصفّحون شبكة الإنترنت ويقومون بدراسة خياراتهم قبل إقدامهم على أي عملية شراء.
مع التضخم الكبير لتأثير وعدد قنوات التواصل على الإنترنت، أصبح من الضروري لأي شركة بناء تواجد رقمي متين ومترابط إذا ما أرادت النمو والمنافسة بقوة لجذب جمهورها المستهدف ونشر علامتها التجارية.
سنتعرّف في هذا المقال على مفهوم التواجد الرقمي وأهميته والاستراتيجيات الصحيحة لبنائه.
التواجد الرقمي للشركة هو ببساطة الشكل الذي تظهر فيه على شبكة الإنترنت والمكونات المختلفة التي تترك انطباعاً عنها لدى المستخدمين، بما في ذلك من معلومات وتفاصيل وعروض يشاهدونها أثناء بحثهم وتصفّحهم، مثل: موقع الشركة الإلكتروني ومنشورات السوشال ميديا والإعلانات المدفوعة ومقالات المدونة وغيرها.
فبينما يتحكم فريق الشركة التسويقي بتلك الجوانب ويشرف على إعدادها بعناية، هناك أيضاً جوانب أخرى للتواجد الرقمي خارج سيطرة الشركة، مثل: التقييمات والمراجعات التي ينشرها العملاء على حسابات الشركة والمنشورات التي يشاركونها والتعليقات التي يتركونها، ومن البديهي أن أفضل طريقة للاستفادة من هذه الجوانب هو تحسين تجربة العميل والحرص على تقديم خدمة زبائن ممتازة.
هناك العديد من قنوات التسويق الرقمي التي يمكن استغلالها لبناء هذا التواجد، وذلك يتطلب وضع استراتيجية متكاملة ومحكمة للقيام بالمهمة على أكمل وجه. هذه الاستراتيجية تشمل:
الموقع الإلكتروني هو حجر الأساس في التسويق الرقمي، فمعظم الروابط في قنوات التسويق توصل المستخدم إلى صفحات هذا الموقع، وهو الوجهة التي يقصدها العميل عند رغبته بمعرفة المزيد من التفاصيل عن ما تقدمه الشركة.
لذلك يجب أن تكون عناصر الموقع الإلكتروني من صفحات الهبوط والصفحة الرئيسية معدّة بشكل يعطي للزائر أفضل تجربة مستخدم، من سهولة الاستخدام إلى المعلومات المفيدة وسرعة التحميل والتنقّل السلس بين مكونات الموقع، إضافة إلى استخدام خطوط كتابة وألوان مريحة وعناصر مرئية، كل هذه العوامل هدفها لفت انتباه الزائر، فاحتمالية بقائه وتعامله مع الموقع تزيد إذا كان الموقع جذّاباً وتفاعلياً.
إنشاء حسابات رسمية للشركة على هذه المنصات أصبح أساسياً، ويعطي للشركة دفعة كبيرة لنشر العلامة التجارية وزيادة معرفة الجماهير بوجودها، فكل منشور هو فرصة للتفاعل مع المستخدمين والإجابة على استفساراتهم وبناء هوية واضحة وأسلوب مميز في التعامل معهم.
يبدأ ذلك بتشكيل قائمة بريدية تحوي عدداً من الزبائن الحاليين والعملاء المحتملين الذين قاموا بالاشتراك بهذه القائمة في الموقع الإلكتروني والموافقة على استقبال رسائل البريد الإلكتروني، تحوي هذه الرسائل معلومات تعريفية للمستخدمين عن الشركة ومهامها وخدماتها، وعروضاً ترويجية تحثّهم على اتخاذ إجراء.
يمكن أيضاً إعداد نشرة بريدية (Newsletter) وإرسالها بشكل منتظم أسبوعياً أو كل أسبوعين، يُسلط فيها الضوء على كل جديد من منتجات وخدمات الشركة، ويجب الاهتمام بتصميم محتواها بشكل جميل ومفيد للقرّاء، وإضفاء طابع مرئي، بحيث تجعل المشتركين يتعلقون بهذه النشرة ويترقبون كل إصدار جديد منها.
أهم نقطة بالتسويق بالبريد الإلكتروني هو التمييز بين إرسال عدد كبير من الرسائل التي تسبب ضجر المستخدم وتحويلها إلى صندوق الرسائل المهملة (Spam)، وبين الرسائل التي يرغب المستخدم حقاً بقراءتها بحيث تحمل له قيمة وفائدة من فتحها.
صحيح أن الزيارات العضوية غير المدفوعة للموقع هي الأفضل والأوفر للشركة، لكن أيضاً من المفيد توظيف جزء من جهود وميزانية الشركة بحملة إعلانات ممولة تزيد من وعي الجماهير بوجودها ومن حركة المرور على موقعها الإلكتروني، تقوم الشركة بدفع أجور لمنصات أخرى مقابل عرض هذه الإعلانات عليها.
يوجد ثلاثة أنواع لهذه الإعلانات:
وذلك يشمل كل أشكال المحتوى الذي تصنعه الشركة وتنشره على منصاتها وحساباتها الرسمية، بما في ذلك من مقالات المدونة والكتب الإلكترونية ودراسات الحالة وأوراق مواصفات المنتجات وغيرها.
يُعد التسويق بمحتوى مفيد وعال الجودة من أقوى الأدوات لبناء التواجد الرقمي، فإعداد محتوى تثقيفي يزيد من معرفة المشاهدين ويجيب على أسئلتهم ويحلل مشاكلهم ويقدم لهم الحلول، ويساعد على تقوية العلاقة مع الجماهير وبناء ثقتهم وولائهم للشركة ويجعلها قائداً فكرياً في المجال.
أشكال هذا المحتوى تصب في أربع فئات أساسية:
هذا الجانب مهم جداً للتواجد الرقمي لأي شركة، فمهما كان الفريق التسويقي مهتماً بإعداد محتوى لافت للانتباه وعالِ الجودة، فإن أغلب العملاء سيقومون بالاستماع إلى آراء عملاء سابقين وقراءة مراجعاتهم قبل قيامهم بأي عملية شراء.
لذلك من الأفضل تخصيص موظف لمتابعة تقييمات الزبائن وخاصة السلبية منها لحل أي مشاكل متعلقة بالمنتجات أو خدمة العملاء، والإجابة على الاستفسارات، كل ذلك يساعد على بناء ثقة العميل بالشركة ويظهر مدى اهتمامها بالجماهير.
الإجابة القصيرة على هذا السؤال هي أن العملاء المحتملين لأي شركة هم على شبكة الإنترنت، يبحثون عن حلول لمشاكلهم ويتصفّحون المنتجات التي تهمهم، لكن أيضاً هناك أهداف أخرى لهذا التواجد، منها:
كلما كان التواجد الرقمي أقوى زاد ظهور الشركة للعملاء وأصبح من السهل عليهم إيجادها سواء كانوا على علم باسمها أم لا، باستخدام محتوى تفاعلي قيّم يعرّف الجماهير على أهداف الشركة وقِيمها.
لم تعد الوسيلة الوحيدة لتحقيق المبيعات هي التواصل المباشر مع الأشخاص وإضجارهم بسيل من العروض، يكفي بناء تواجد رقمي قوي يُعلم المستهلكين بوجود الشركة ليصلوا إلى عتبات أبوابها عندما يصبحون جاهزين للشراء.
المستهلكون دائماً ما يدرسون خياراتهم ويقدمون على الشراء من الشركة التي يعتقدون بأنها الأفضل في السوق. التواجد الرقمي يساعد الشركة على عرض معرفتها وخبراتها في المجال، وتقديم الشروحات عن الخدمات والمنتجات بحيث تقنع المستهلك بأنها أفضل خيار له.
بوجود تواجد رقمي على العديد من المنصات، يصبح لدى الشركة نطاق أوسع لاستهداف جمهورها المطلوب والذي يقضي وقته على مختلف المنصات الرقمية، وبناء قاعدة عملاء كبيرة تولّد المزيد من المبيعات.
يتشكل لدى المستهلك انطباع أولي عن الشركة من صورتها الرقمية قبل التحدث مع أي موظف أو تجربة أي شيء مما تقدمه، لذلك يجب أن تحرص الشركة على مراقبة الانطباع الذي يتشكل لدى المستخدم عند مشاهدته لمحتواها على شبكة الإنترنت.
من الممارسات المفيدة في ذلك تقديم استبيانات للمستخدمين للحصول على نقدهم وتقييمهم، وتصميم موقع سهل الاستخدام، والرد على جميع المراجعات، والتفاعل مع العملاء في محادثات السوشال ميديا.
مع تقدم التجارة الرقمية، لم يعد من الضروري التعامل مع وكلاء توزيع وتجّار الجملة، فقط ببناء تواجد رقمي جيد يمكن أن يصل المستهلكون إلى أبواب الشركة دون وساطة من طرف ثالث، وبذلك تحتفظ الشركة بالحصة الأكبر من أرباح المبيعات.
خلافاً لأساليب التسويق والدعايات التقليدية، التواجد الرقمي ثابت وباقٍ إلى الأبد، بالإعداد الجيد لمحركات البحث يمكن للمستهلكين اكتشاف اسم الشركة لسنوات وسنوات، وبالتالي استغلال ذلك في التسويق لكل جديد من منتجات الشركة.
الاهتمام بالتفاصيل عند بناء التواجد الرقمي هو ما يميّزه عن غيره، من النصائح المفيدة عند القيام بذلك:
الاهتمام بالقاعدة الجماهيرية الحالية أمر مهم، لكن من الضروري أن يتمكن زبائن جدد من إيجاد الشركة بسهولة، هنا تظهر أهمية الإعداد لمحركات البحث، يبدأ ذلك بإيجاد كلمات مفتاحية ذات صلة بما تقدمه الشركة ويكثر استعمالها من قبل المستخدمين، وتوظيفها في مختلف منصات التواجد الرقمي وأهمها الموقع الإلكتروني بما فيه من صفحات، وذلك في محتواها وفي الوصف (Meta Description) وغيرها من العناصر.
من المهم أيضاً مواكبة كل جديد، وذلك بإيجاد كلمات مفتاحية وعبارات بحث جديدة بشكل دوري وتحديث المحتوى، لبقاء الموقع الإلكتروني للشركة في مقدمة نتائج البحث.
قسم كبير من المستخدمين يتصفّح الإنترنت من خلال هواتفهم الذكية، لذلك أصبح توافق المواقع الإلكترونية مع هذه الهواتف أساسياً، لتسهيل استخدام العميل وتجربته مع الشركة من جهة، وأيضاً لأن خوارزمية محركات البحث ترجح دائماً المواقع المتوافقة مع الهواتف وتدفعها لمقدمة نتائج البحث.
من المفيد أيضاً تصميم تطبيق خاص بالشركة للهواتف الذكية إن توفرت الحاجة والإمكانية للقيام بذلك، فهذه التطبيقات تجذب شريحة واسعة من الجماهير.
كل الشركات يمكن أن تتلقى مراجعات إيجابية أو سلبية، الرد على هذه المراجعات بعبارات قصيرة ولطيفة يحدث فارقاً كبيراً، فذلك يظهر مدى احترافية الشركة في تعاملها مع الزبائن و استعدادها لحل أي مشكلة لضمان رضا العميل.
يمكن أيضاً أخذ شهادات ثقة من بعض الزبائن السعيدين بالخدمة التي تلقوها ونشرها على حسابات الشركة، ولفعالية أكبر يمكن جعل هذه الشهادات على شكل فيديوهات، فهي أكثر مصداقية من الشهادات المكتوبة وتعطي انطباعاً أقوى لدى المشاهد.
لدى المؤثرين قاعدة شعبية واسعة وتأثير كبير على متابعيهم، بمجرد ترويجهم لمنتج ما في فيديوهاتهم سيشد ذلك انتباه المتابعين إلى العلامة التجارية وقسم كبير منهم يمكن أن يقوم بشراء المنتج. أفضل طريقة للاستفادة من هذا التأثير هو إيجاد مؤثرين لهم محتوى مشابه لمجال عمل الشركة والمنتجات التي تقدمها، بذلك نحصل على أفضل استهداف للجمهور المطلوب.
إذا كانت الشركة من نوع (Business To Consumer) أي أن خدماتها موجهة للمستهلكين العاديين فغالبية جمهورها موجود على منصات فيسبوك وانستاغرام وتويتر وتيكتوك، أما إذا كانت خدمتها موجهة لشركات أخرى (Business To Business) يصبح حساب على مواقع مثل (LinkedIn) و (Indeed) ضرورياً.
أحياناً يكون تركيز الجهود على المنصة التي يكثر فيها الجمهور المطلوب أفضل من محاولة التواجد على عشرات المنصات وتشتيت الجهود فيما بينها.
ينبغي على الشركة مراقبة أداء جميع جوانب تواجدها الرقمي، وإعطاء الأولوية للمنصات الأكثر فعالية. باستخدام أدوات مثل (Google Analytics) وغيرها يمكن معرفة مستويات التفاعل مع العناصر المختلفة في الموقع الإلكتروني ومنصات السوشال ميديا والإعلانات المدفوعة، وأكثر أشكال التسويق جذباً لحركة المرور إلى الموقع، واكتشاف نقاط الضعف في استراتيجية الحملة التسويقية وإجراء التعديلات أينما تقتضي الحاجة.
المحتوى المكتوب له أهمية كبيرة في الإعداد لمحركات البحث واستهداف كلمات مفتاحية شهيرة، لكنه في كثير من الأحيان يكون جامداً ويصعب تفاعل الجمهور معه، لذلك يجب إضفاء بعض العناصر المرئية كالصور والمخططات البيانية التي تساعد بالتواصل مع الجماهير على مستوى أعمق.
الفيديوهات أيضاً لديها القدرة على دفع العلامة التجارية إلى الأمام مثل: الفيديوهات التعريفية عن الشركة، وفيديوهات الشروحات عن المنتجات، كما أن هذه العناصر المرئية أكثر قابلية للنشر على السوشال ميديا من قبل المستخدمين وبالتالي زيادة قوة التواجد الرقمي للشركة على هذه المنصات.
الأسلوب المتناغم في نشر المحتوى على كافة المنصات يساعد على رسم صورة مترابطة للشركة لدى المستخدم، مثل: استخدام نفس نظام ألوان الموقع الإلكتروني في منشورات السوشال ميديا، الشعارات ونبرة الصوت وأسلوب التقديم كلها عوامل يمكن أن يربطها المستخدم بمشاعر الثقة والانطباع الجيد لديه عن الشركة.
فمثلاً: لو كان للشركة تواجد على أرض الواقع يجب أن يوفر تواجدها الرقمي معلومات دقيقة عن عنوانها وساعات العمل ومعلومات التواصل، فلو صادف الزبائن معلومات منتهية الصلاحية يمكن لذلك أن يخلّف انطباعاً سيئاً عن الشركة. الاهتمام بتفاصيل صغيرة مثل هذه يحدث فارقاً كبيراً.
بناء التواجد الرقمي عملية تتطلب الخبرة والوقت والجهد، لكن هناك وكالات تسويق رقمي تتخصص بهذا المجال وتتألق فيه. تعرّف أكثر على الخدمات التي تقدمها هذه الوكالات وفوائد توظيفها في هذا المقال: هل تحتاج للعمل مع وكالة تسويق رقمي؟